المصانع في ليبيا.. “دنانير قليلة” لا تكفي لتشغيلها
218TV|خاص
تُعاني العديد من المصانع في ليبيا من الدمار بسبب وقوعها في مناطق تعرضت لاشتباكات عسكرية على مدار السنوات الماضية، فيما تبدو مصانع أخرى لم تتضرر لكنها واقعة في مدن ومناطق صُنّفت في السنوات الأخيرة بأنها “ليست آمنة”، إذ تُنْتِج هذه المصانع أشكالا وأنواعا عدة من السلع الغذائية والاستهلاكية، لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو تلك المصانع التي لم تتضرر، وتقع في مناطق آمنة ولا تشهد صراعات أو اشتباكات لكنها لا تعمل، وهو ما دفع بجزء كبير من الليبيين إلى التساؤل عن سر عدم تشغيل هذه المصانع.
وبحسب جولة استطلاعية لفريق مراسلي قناة (218) فإن ما أمكن رصده بصورة أولية من خلال التجوال على عدد من المصانع هو هجرة العمالة غير الليبية التي كان يُعْتمد عليها بصورة كبيرة في تشغيل هذه المصانع، إذ إن هذه العمالة رحلت عن ليبيا بسبب سوء الوضع الأمني في المناطق التي كانوا يعملون بها، فيما لم تستطع العديد من المصانع تأمين الحماية للعاملين فيها، وسط عجز مؤسسات أمنية عن توفير حماية أمنية لعدد كبير في المصانع في ظل عدم وجود إمكانيات وكوادر بشرية مؤهلة، فيما لم يكن ممكنا الاستعانة بأفراد مليشيات وجماعات خارجة عن القانون لتولي ملف الحماية.
إلى جانب سوء الوضع الأمني، وعدم توفر الحماية اللازمة يظهر أسباب آخر، وهو أن “الدنانير القليلة” التي يتلقاها العامل في تلك المصانع لا تكفي لشيء أبدا في ظل تدهور الأحوال المعيشية في ليبيا إلى مستويات قاسية ونادرة، إذ مهما رفعت المصانع رواتب العاملين فإن الغلاء الفاحش الذي يضرب الأسواق الليبية دون حسيب أو رقيب من شأنه أن يبتلع دخل العاملين، علما أن العديد من عُمّال المصانع بسبب ضيق الحال، وعدم تشغيل مصانع يعملون بها لجأوا إلى العمل مع مليشيات وجماعات مسلحة خارجة عن القانون لقاء “دولارات قليلة”.