المشير والسراج من “أعالي أبوظبي” إلى “نور باريس”
218TV.net خاص
خلف “أبواب موصدة” تماما هيأت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أشهر “فرصة مثالية” لقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج “منصة موثوقة” من فوق “علو مثالي” داخل أحد أبراج أبوظبي العالية لإتاحة “رؤية أكثر وضوحا” للحال الليبي المُتدهور، ويُسجّل للمدينة ولولي عهدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنهم لم يتورطوا في الانحياز إلى أي طرف، بل وشكّل الرجل “خلية أزمة” مهمتها صيانة ما بعد لقاء أبوظبي الذي تمخض بيانا قيل وقتذاك إنه يمكن البناء فوقه.
ينقل المشير ومعه السراج حصيلة “ما بعد البيان” إلى شارع الشانزليزيه –شارع النور- في أحد الضواحي الفرنسية في باريس، للتحرك من “مربع البيان” نحو “مربع الاتفاق”، في ظل معطيات تقول إن الأمر رُتّب إماراتياً وفرنسيا في صلب لقاء بن زايد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار الإمارات مؤخرا، وهو ما يعني أن أبوظبي نقلت “الملف الليبي” من “الأعالي” إلى “النور” وثمة رابط ما بين “الارتفاع” و “النور” فكلاهما – تقول أوساط – قادر على أن يتيح “مُشاهدة أفضل”.
تلفت انطباعات إلى أن محطات رصد “الذبذبات السياسية” في أبوظبي لم تلمس أي نوع من القطيعة بين “الشرق والغرب” في ليبيا، وهو ما يدفع ضُبّاط إيقاع السياسات الإماراتية إلى تنفيذ عملية توغل دبلوماسية أخرى في عمق الأزمة الليبية، فأبوظبي باتت على قناعة أن “لقاء النور” في فرنسا ينبغي أن يتخطى “دبلوماسية الابتسامات” نحو “اتفاق” ولو بــ”الحد الأدنى”.
عارفون بثوابت الدبلوماسية الإماراتية يؤكدون أنها لا تغرق في التفاصيل، وإنما تميل إلى تفعيل “النَفَس الطويل”، وهو ما يعني أن أبوظبي لم تراهن على “معجزات سياسية” من لقاء السراج حفتر الأول، ولا تراهن على “لقاء النور” لكنها تراهن حتما على “خطوة واحدة” من خطوات “الألف ميل الليبي”.