المرأة ليست بوستاً النفاق الاجتماعي يتمدد
218TV|خاص
غرقت منصات التواصل الاجتماعي حول العالم طيلة الساعات الثماني والأربعين الماضية بحفلة علاقات عامة طغى عليها النفاق الاجتماعي، إذ انطلقت “معايدة ذكورية” للمرأة حول العالم في يومها العالمي، فيما اكتفت ملايين النساء حول العالم في بث “بوستات” تتحدث عن قوة المرأة وتضحياتها وقدرتها على “صنع الفرق” في المواجهة مع الذكور في العالم، لكن الحقيقة التي تُطيّرها وثائق دولية موثقة بـ”الصوت والصورة” تؤكد أن الرجل والمرأة على حد السواء لا يقولان الصدق بشأن ما يحدث بينهما في مناطق كثيرة من العالم.
ولما كان مقبولاُ -على ما تقوله أوساط حقوقية- أن يتحدث الغرب عن احترام المرأة ومنحها حقوقها الأساسية وما فوق الأساسية بمنسوب كبير، إلا أن الرجال والنساء في دول العالم الثالث لا يحق لهم إطلاقا الاحتفال بيوم عالمي للمرأة، لأن المرأة لا تزال في مناطق كثيرة من العالم تُعامل بقسوة وإزدرائية وحرمان ممنهج من أبسط حقوقها في حياة حرة وكريمة، كما لا ينبغي للرجل أن يمارس “نفاقاً اجتماعياً” على هيئة “بوست” أو “تويت”، فيما يقبل ضمناً ما تتعرض له المرأة من مهانة استثنائية إما بالمشاركة أو التأييد وحتى الصمت على الانتهاكات والجرائم التي تُصيب المرأة.
توثق الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية ذات الصلة بمتابعة ومراقبة أوضاع المرأة حول العالم ملايين حالات الانتهاكات الجسدية الجسيمة يومياً لنساء يُعنّفن وفقا لمتعقدات دينية واجتماعية وقبلية، وهو ما ينبغي أن يدفع إلى المطالبة عالمياً بـ”ثورة حقوقية” لصالح المرأة التي أثبتت كل الدراسات أن تأخرها وظلمها وتراجعها وحرمانها من التعليم ينعكس تدهورا اجتماعيا في مناطق كثيرة من العالم، وأن المأساة الاجتماعية التي تنجم عن ظلم المرأة لا تزال تلقي بتداعياتها القاسية والحادة حول العالم.
قيل دائما إن أي أنثى هي أم ولو لم تُنْجِب، فهي وطن من قدرات وأحاسيس وحنان وعطاء وتضحيات، فلا تظلموها أو تختصروها في “بوست” يفيض نفاقاً وتستراً على جريمة لا يُرْفع الغطاء عنها.