“المحاسبة” يكشف “المال الحرام” بمكاتب “رئاسي الوفاق”
218TV| خاص
لا تتوقف صفحات تقرير ديوان المحاسبة الذي كُشِف عنه اليوم الأربعاء عن ضخ “المفاجآت والفضائح”، والتي تُظْهِر الدخل القومي لليبيين مستباحاً بلا حسيب أو رقيب، مثلما يُظْهِر من أوكل العالم إليهم مهمة صون مال الليبيين، وهم يقومون -كما تكشف”الأدلة والمستندات”- ب”تبديده والتهاون” به، من دون أي التفاتة إلى “طوابير الشيابين والنساء” الذين يفترشون الأرض وهم ينتظرون “قطرات قليلة من مالهم” أخذت في العامين الأخيرين زوراً وبهتاناً مسمى “سيولة نقدية، بالكاد تدخل الجيوب حتى يبتلعها “غول الغلاء” الذي تواطأ معه ساسة ليبيا.
في صفحة واحدة من صفحات تقرير ديوان المحاسبة الذي وُصِف مبكراً ب”التقرير المرعب” ، يظهر أن أربعة أعضاء من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني قد وضعوا أياديهم في جيوب الليبيين، وأنفقوا نحو أربعة ملايين دينار ليبي على “لمسة من الرفاهية” داخل مكاتبهم في العاصمة، التي يُقال إنهم لا يدخلوها إلا نادراً بسبب “سفرياتهم السياحية” خارج ليبيا، على حساب الليبيين أيضا، إذ بدّد النائب فتحي المجبري نحو مليون دينار ليبي على “تجهيز وتأثيت” مكتبه، فيما لم يجرؤ آخر ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة الأميركية –أكبر اقتصاد عالمي- جورج بوش الإبن، باراك أوباما، دونالد ترامب على تحريك قطعة أثاث واحدة في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض الذي يُدار العالم منه.
“مليون المجبري” ليس وحيداً في “قائمة العار”، فمثلا يُظْهِر التقرير أن العضو أحمد حمزة قد أنفق من جيوب الليبيين نحو 630 ألف دينار ليبي على “رفاهية مكتبه، إذ يُعتقد أن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه لم يتكلف هذا المبلغ، فيما لا يتوقف “العار” عند هذا الحد فمكتب النائب عبدالسلام كاجمان كلّف هو الآخر نحو 350 ألف دينار ليبي، فيما اكتفى أحمد معيتيق ب”تبديد” نحو مائة ألف دينار من مال الليبيين، دون أن يُعْرف لماذا هذا التفاوت في أسعار تجهيز المكاتب، وهل فعلا جرى توريد أثاث بسعره الحقيقي، أم أن البحث في هذا المسار يحتاج إلى “دوّامة أخرى”.
في التقرير سيتوقف الليبيين عند عبارة “الأثاث الفاخر” الذي جُهّز به جناحاً رئاسياً يُعْتقد أنه للرئيس فايز السراج بنصف مليون دينار، ومسميات أخرى لمكاتب بنحو 2 مليون دينار ليبي، فيما الليبيين يعيش عشرات الآلاف منهم بين نازح داخل الوطن المنكوب، والمبتلى بساسة أدمنوا قهر الليبيين، وبين مُهجّر ذهب ليبحث عن “حياة الحد الأدنى” خارج ليبيا، وهو ليس أفضل حال بكثير من أولئك الصابرين في الداخل.