الليبيون ودولة القانون
نجيب الحصادي
يدرك كثير من الليبيين أن دولة القانون سوف تحل لهم مشاكل حياتية كثيرة، ليس أقلها عدم توفر السيولة وانقطاع الكهرباء وتكدس القمامة، لكنهم يدركون أيضا أن دولة القانون سوف تحملهم أعباء تجعلهم يفضلون جحيم طوابير المصارف والظلام والراوائح النتنة على نعيمها.
الموظف الذي تربى عقودا طويلة على الكسل، واقتصرت علاقته بالجهة التي يعمل بها على حصوله على مرتب منها، لن يطيق قانونا يجبره على دوام كامل، في وظيفة ما كان له أن يحصل عليها أصلا لو أنه عوّل على مساعي أقاربه.
والمواطن الذي عاصر نظاما سمح له بالغش في امتحانات الثانوية، ومكنّ زميله من رئاسة الجامعة، سوف يتظاهر ضد من يمنع أبناءه من ممارسة هوايتهم المفضلة.
وكذا شأن من دأب على التجارة والقيادة دون تراخيص، وعلى التهرب من دفع الضرائب وفواتير المياه والكهرباء دون رادع.
ولا داعي لإكمال قائمة استحقاقات دولة القانون، فكثير من الليبيين يعرفونها جيدا ولا يفضلون سماعها.
فإذا حدث أن رأيت ليبيَّا متحمسا لدولة القانون، فلعله لا يعرف تبعاتها، وفي هذه الحالة لا بأس من تذكيره، ولو على طريقة من تساءل، حين سمع بنصراني أعلن إسلامه، “حكيتوا له علي رمضان؟”.
غير أن الخلل ليس في دولة القانون، بل في الوعي الشائه الذي أفرزته تنشئة شائهة.
حين يعي المواطن تبعات انتهاك القانون على مستقبل أبنائه، سوف يدرك أن تبعات الفوضى أدهى وأمرّ.
المصدر: صفحة الكاتب على فيسبوك