الليبيون في انتظار “سلام الشجعان”؟!
عبدالوهاب قرينقو
كلما تمادت الأزمة الليبية في المستقبل، إزدادت تعقيداً .. فبعد 2011 – حين تخلت القوى العظمى عن الشعب وتركته لمصيره بعد دعمه في انتفاضته- جاءت سنة 2012 م التي صنفها الجميع بالسنة الوحيدة الناجية في عقد الفوضى الأخير .. ولن نبحث في هذا المقام عمن أفسد ما جاء بعد ذلك العام الذي كان يبدو لليبيين سعيداً فالجميع يعرف وعلى يقين وحتى من أفسدوه وسرقوا وأنصارهم ومريديهم يدركون ما أتوا به ولكن يتعنتون.
في 2015 كان حل الأزمة الليبية أسهل وفي العام التالي صارت أصعب وهكذا ككرة من ثلج ونار تتدحرج إلى الهاوية، فيما التعقيد اليوم يرسمه كبار العالم الذين غضوا الطرف عن حمقى تركيا وكلاب حربها أن ينهشوا ما تبقى من الجسد الليبي، فخبراء السياسة والاقتصاد في الولايات المتحدة وعموم الغرب الذين يطلون علينا كل حين يلقون اللوم على “باراك أوباما” ونظرائه من قادة الغرب أنهم تركوا ليبيا في مهب الريح، كان الأجدر بهؤلاء الخبراء أن يركزوا على من يقود العالم اليوم الذين صمتوا على احتلال ليبيا من قبل الدولة التركية الاستعمارية التي تضرب بنفس العقلية المتخلفة إبان الدولة العثمانية المريضة التي كبلت ليبيا لأكثر من 300 عام.
اليوم تعاود تركيا الكرة برعاية نفاق المجتمع الدولي، الذي تردد أغلب تلفزيوناته وصحفه الكبرى -في إسطوانة ببغاوية واحدة- أن الصراع في ليبيا بين مجلس وفاق تعترف به الأمم المتحدة و”جيش الشرق” الذي تسانده حكومة موازية !! .. والأغرب أن أهم قناة فرنسية بالعربي تردد هذه الأكذوبة !.. في معاملة بمكيالين صريحة .. وازدواجية معايير.. ضاربين بعرض الحائط شيء اسمه مجلس النواب الليبي وهو البرلمان المعترف به من الأمم المتحدة أيضاً كونه ممدد له ضمن ما رشح عن اتفاق الصخيرات !! لكن لغاية في نفس يعقوبهم يصرون ويضللون العالم بأن الوفاق هو الشرعي الوحيد .
معسكر الوفاق يعرف أكثر من غيره أنه لو رفعت تركيا وكل الدول الداعمة للطرفين أيديها عن ليبيا وخللوا سبيل الصراع لليبيين كل بإمكاناته وعزمه ومشروعه لبناء الوطن بعد تطهيره، لشهد العالم كيف ينهار في أسبوع ذاك المعسكر الذي لا يجيد الحرب ولا حتى السلام بدون غطاء استعماري وهو على استعداد لجلب ألذ أعداء الإنسانية إن استوجب الأمر ليبقى سراجه و”باشا اغيه” و”معيتيقه” و”مشريه” و”غريانيه” و”كبيره” و”صنعائيه” في الحكم واقفين على باب المغارة التي تنزف ثروات الشعب إلى حمقى العثمانيين وقواتهم من جيش “الشباشب ” و “الكانتيرات” فيما ترتدي عجائز طرابلس وشيوخها حفاظات الكبار يبيتون أمام مصارف الفاقة والعازة .
سلام الشجعان اليوم لن يأتي من الحكام وفي غياب الإرادة الشعبية الموحدة سينتظر الليبيون طويلاً قبل أن يتوحد الشعب شرقاً وغرباً وسطاً شمالاً وجنوباً دون أي اصطفافات إلا اصطفاف واحد : إنقاذ ما تبقى من وطن وطرد الغزاة حمقى أردوغان ومرتزقته وعبيده والبيادق.