الليبيات في الفيسبوك ” بلا فيس “
عمار المنصوري
في الوقت الذي تتمتع نساء وفتيات العالم بحرية تحميل صور تعبر عن نمط حياتهن على منصات التواصل الاجتماعي ومشاركة يومياتهم، أفكارهم وآرائهم.
تجد الفتاة الليبية مقنعة مختبئة مختمرة خلف صور ليست لها، ومن المضحك المبكي أنها أحيانا تلجأ لصور من قوقل لفتيات يشبهنها بطريقة ما وكأنها ترضي نفسها والمجتمع وضغوطاته في ذات الوقت، والبعض الآخر يلجأن لصور فنانات يحبنهم وتصل بهم الحالة لوضع صور عامة كالورود والطبيعة والحيوانات، فيما صممت هذه المنصات لوضع الصور الشخصية التي تعبر عن نفس شكل الفتاة التي تظهر به في الجامعة والشارع والعمل والمقهى وفي كل مكان ترتاده، وعندما تبحث عن الأسباب تجد أنها ليست لها علاقة بالدين، فهو لا يحرم ظهور الفتاة بكامل احترامها في صورة تعبر عن هيئتها.
وفي حوار أجريناه مع مجموعة من الفتيات من هذه الفئة وسألناهم عن الأسباب، أجابت 60 في المئة منهن أن السبب هو العائلة والأب والأكثرية الأخ الذي يمنعها بشدة، بينما هو يتمتع بكامل الحرية بتحميل صور له وهو يستعرض في الصالة الرياضية والبحر حتى في غرفة نومه, والـ30 في المئة قالوا خوفا من المجتمع الذي لا يرحم بأن يستخدم هذه الصور في محادثات باسمهم أو نعتهم بالمنحلات والخارجات عن العادات والتقاليد وعدم الاحترام، أما العشرة في المئة فقالوا إنها حرية شخصية حتى يتصفحن الفيس بوك بدون معرفة هويتهن،
فاليوم إن تصفحنا حساب ووجدنا به صور أرجل أو عيون أو نصف وجه أو حلويات وديكورات منزلية وهو ليس حسابا لمشروع فاعلم أنك في حساب فتاة ليبية تتمنى بشدة أن تكون مثلها مثل باقي الفتيات والفتيان الذين يعيشون الواقع على منصات التواصل، والبعض يعتقد أن التخفي هو تستر وصون للفتاة ولا يعلم أنه تكبيل وتقليل من ماهو تستطيع تحقيقه في مستقبلها المهني ودورها المجتمعي، فعندما تختفي هذه الظاهرة ستقل حالات الابتزاز وتشويه السمعة وستشعر البنت الليبية بالأمان وبقيمتها الحقيقية والمساواة بينها وبين أخيها إلى حد ما.
وهنا نصل إلى تساؤل (اليوم في سنة 2019 إلى متى ستبقى الفتاة الليبية لا تستطيع تحميل صور تعبر عن لحظات السعادة مع صديقاتها وتكشف عن ملامح وجهها التي وهبها الله لها ولم يمنعها من إظهارها عكس المجتمع الذي قام بذلك؟)، وتستطيع تحميل لحظات النجاح والتخرج من الجامعة، لحظات تجمعها بشريك حياتها وأولادها ليراها أصدقاؤها ومحبوها الذين يشاركونها نفس اللحظات
وإلى متى ستبقى العديد من الفتيات الليبيات على الفيس بوك بلا فيس؟