الليبيات “رقم صعب” قد يقلب موازين الانتخابات
عبدالعزيز محمديين
تواصل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، جهودها الرامية إلى تكثيف تسجيل المواطنين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، حيث كشفت الثلاثاء، أن عدد المسجلين يقترب من حاجز المليوني ناخب وناخبة، فيما يحق لحوالي 4.5 مليون مواطن التسجيل والمشاركة بالانتخابات.
واللافت للانتباه في عملية التسجيل للانتخابات، نسبة مُشاركة المرأة بهذه المرحلة، حيث تشير الأرقام إلى إقبال نسائي جيد لدرجة أنه يتساوى مع نسب الرجل، وفق ما قاله رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، في لقاء خاص مع قناة (218)، نُشر قبل يومين، ما ينبئ بأن المرأة تتجه للمشاركة بكثافة في المراحل المقبلة من الانتخابات، وتعتزم أن تكون علامة فارقة في مستقبل البلاد السياسي.
وتُشكل المرأة الليبية في المجتمع “رقما صعبا”، ولو تحوّلت بوصلته إلى المشاركة في الحياة السياسية بنسب مرتفعة، ستحد المرأة النتائج التي ترغبها وتخدمها وتهيء لها أرضية سياسية تنطلق منها نحو تصحيح ما تعنيه من بعض القوانين والأنظمة والمشاكل الاجتماعية الأخرى.
رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، أوضح أن الأرقام التي بين يدي المفوضية تدل على مستوى الوعي الجيد لدى المرأة الليبية، وأن وضع بصمتها في الانتخابات يرجع عليها بالفائدة لا محالة.
ويرى مُتابعون أن “الصعود المُتوقع” للمرأة في الانتخابات، يُبشر بـ”ثورة نسائية بيضاء” على واقعها، ينتج عنها اكتساب المزيد من الحقوق في شتى المناحي، أو تصحيح العديد من مكامن الخلل التي زُرعت على شكل “سواتر” تمنعها من النظر للمستقبل والولوج إليه.
ويؤكد المتابعون أن المرأة الليبية قوة لم تستخدم منذ عشرات السنين، وبتحركها الآن نحو أهم حدث ديمقراطي يحدد مستقبل البلاد ومستقبلها كذلك، يجعلها تحصد ما تصبو إليه لانطلاقة صحيحة نحو توطيد حقوقها في الدولة والمجتمع، والنتيجة بالتأكيد تستفيد منها بقية مكونات المجتمع والدولة ككل، حيث أن تحريك عجلة ليبيا السياسية من مصلحة الجميع، ووجود المرأة بكافة مؤسسات الدولة أمر يعكس التوجه الحضاري للبلاد ويُغير الصورة النمطية في ذهن العالم عن ليبيا ومواطنيها.