الكوني يلتقي بأعيان غات ويبحث معهم أوضاع الجنوب
وصل عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، يوم أمس الأحد إلى مدينة غات ضمن إطار جولته التي بدأها منذ يومين لمدن ومناطق الجنوب الليبي لتفقد أوضاعها والاطلاع والوقوف مباشرة على مشاكلها، وما يعانيه أهلها من ظروف معيشية وخدمية صعبة على كافة المستويات الإدارية والخدمية والأمنية .
وذكرت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء الليبية، أن عضو الرئاسي التقى خلال زيارته اليوم لمدينة غات بعميد وأعضاء البلدية والمسؤولين في الأجهزة والهيئات الإدارية والخدمية والأمنية وكذلك أعيان ومشائخ المدينة، وتباحث معهم حول ظروفهم المعيشية والإشكاليات اليومية التي يعيشونها والمتمثلة في انعدام الخدمات والامكانيات ونقص المواد الأساسية في الغذاء والصحة والوقود وارتفاع أسعارها الجنونية.
وأستمع الكوني، بحسب الوكالة الليبية، خلال هذه اللقاءات لشكاوى المسؤولين والأعيان في البلدية من تجاهل السلطات التنفيذية لمطالبهم المستمرة والتجاوب معهم في ضرورة العمل على حل المعوقات والاشكاليات الخدمية والأمنية التي عادت سلبا على معيشية المواطنين اليومية وأضحت الظروف والمعاناة المستمرة بيئة طاردة وغير ملائمة للعيش.
وعبّر المجتمعون في هذا اللقاء عن أملهم في أن تسهم زيارته هذه لمناطق الجنوب في نقل صوت سكانها وتسليط الضوء على معاناتهم إلى السلطات التنفيذية وحثها على الاهتمام بالجنوب الذي أصبحت أراضيه مستباحة وحدوده منتهكله من قبل الجماعات الأجنبية والمحلية المسلحة ومن عصابات الاجرام المنظم وتهريب السلاح والمخدرات والبشر والإسراع في حل كافة هذه المعوقات والمعضلات التي تعرض حياتهم وأمنهم وأمن الوطن للخطر.
وحسب نفس المصادر، طمأن عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني، خلال هذه اللقاءات مع المسؤولين والأعيان بأنه سيعمل مع المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية جاهدا لتحقيق مطالبهم المشروعة خاصة وأن هذه المطالب هي حقوق لهم في وطنهم وليست هبات من أحد، مؤكدا لهم أن من أولى أولويات مهام السلطة التنفيذية الحالية هو معالجة هذه الأوضاع الموروثة والغير سوية فيما يتعلق بحياة المواطن وأمنه وغذائه لكل الليبيين أينما كانوا ووجدوا في اية بقعة من الأرض الليبية، وخصوصا المواطن في الجنوب الذي ظل يعاني منذ عقود من سياسات التهميش والإهمال، وهو ما انعكس سلبا على حياته.
وشملت جولة عضو المجلس الرئاسي، بمدينة غات، زيارة منفذ إيسين الحدودي مع الجزائر والمغلق من الجانب الجزائري بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة في البلاد والمنطقة، والذي جعل من غات مدينة محاصرة من منفذها التجاري الوحيد مع الجزائر، خاصة وأن الظروف الأمنية الحالية في البلاد تؤدى في كثير من الأحيان إلى غلق الطرق التي تربط المدينة مع المناطق المجاورة لها، وبالتالي انقطاع تواصلها مع الداخل، وهو ما يتسبب إلى انقطاع الغذاء والوقود والمواد الحياتية الأخرى عن المدينة.
واطلع الكوني من القائمين على المنفذ على الاحتياجات المطلوبة من قبل الأجهزة الإدارية والأمنية والشرطية والجمركية لأداء عملهم الأمني المطلوب في حالة فتح المنفذ قريبا بما يسهم في تسهيل إجراءات العابرين والمسافرين من المنفذ، وكذلك إجراءات العبور بالنسبة للتبادل التجاري والاقتصادي للبضائع مع دولة الجزائر الشقيقة، مؤكدا في هذا الصدد بأنه سيبحث مع الاشقاء في الجزائر للتعجيل بفتح المنفذ الحدودي بين البلدين.
كما أجرى الكوني، الجولة على النصب التذكاري لمعركة “ايسين” التاريخية ضد الاستعمار الفرنسي والتي اختطلت فيه الدماء الليبية – الجزائرية لتؤكد وحدة الانتماء والترابط والمصير المشترك الواحد بين الليبيين والجزائريين.
وعبر الكوني، في تغريدة له على حسابه على تويتر، عن أسفه وتأثره من استمرار معاناة سكان وأهالي مدينة غات والجنوب الليبي من الظروف المعيشية الصعبة، ودفعهم ثمن الخلافات بين الليبيين، مشيدا في الوقت نفسه بتمسكهم بانتمائهم للوطن ونصرته على الرغم من التأخر في نجدتهم وإنصافهم.
وأوضح الكوني، “لقائنا مع أعيان غات وعميد بلديتها، تطرق لعموم الصعوبات. حيث لتر البنزين الأغلى – وحيث معدل الأسعار الأعلى، وحيث ينقص الناس كل شيء- وقد فاقم إغلاق منفذ إيسين الحدودي مع الجزائر، عصف الحال – لذا وعدت أن أبحث مع الأشقاء الجزائريين التعجيل بفتح المنفذ، وأن أعود لزيارة غات دون تأخير”.
وأشاد عضو المجلس الرئاسي، بمدينة غات وأهالها واصفا إياها بالمدينة الخالدة وبأم المدائن “اب الوطن -حارس حدوده – غات الخالدة، أم مدائن ليبيا، كم أرهقها التخلي، وحصار الطبيعة، وإغلاق المنافذ – وقد بدت منسية على طرف الصحراء، في غفلة من المركز، تدفع الثمن الأغلى لخلافاتنا- لقد أحزننا شدة صعوبة أحوالها، وثقل نتائج تأخرنا عن نجدتها.. عن نصرة شموخ انتمائها لوطن لم ينصفها”.
