الكونغرس الأميركي “المُجدَّد”.. “دار الحولة” لليبيا
218TV|خاص
بعد مرور ثلاثة أسابيع على انتخابات التجديد النصفي لمقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب، والتي أظهرت تقدماً للحزب الديمقراطي في “النواب”، وتقدماً للحزب الجمهوري في “الشيوخ”، فقد اتضح أن الأعضاء الجدد في المجلسين، والذين ستبدأ عضويتهم في شهر يناير المقبل ظهروا في وسائل إعلام أميركية على نحو لافت خلال الأسابيع القليلة الماضية وهم يُقلّبون ملفات العالم ولاسيما ملفات منطقة الشرق الأوسط بحثا وتحليلا، لكن من دون التوقف عند ملف خطير من وزن الملف الليبي الذي يُهدّد فعليا “الأمن العالمي” إذا خرج عن السيطرة.
وبحسب أوساط مواكبة لتفاعل المستويات السياسية التشريعية مع الملف الليبي فإنه لا يزال قريبا من “مستوى الصفر”، وأنه ليس أولوية لدى صُنّاع القرار في الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك المؤسستين التشريعيتين اللتين “دارتا الحولة” بشأن الملف الليبي، لصالح ملفات لا تبدو أكثر أهمية من ليبيا التي تعاني انقساما سياسيا حادا، والمرشحة لعودة عناصر داعش من جديد إلى أجزاء كبيرة من أراضيها، في ظل “حدود ذائبة” مع جيرانها، وإلى جانب غياب “دولة ليبية” باستطاعتها أن تدير الملف الذي أظهر تعقيدات كثيرة خلال الأشهر القليلة الماضية.
إشارتان أميركيتان صدرتا عن الإدارة الأميركية منذ مجيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة في يناير 2017، فترامب انشغل بملفات داخلية وخارجية متعددة، من دون أن يقوم بتسمية مبعوث أميركي خاص إلى ليبيا بعد انتهاء مهمة جوناثان واينر الذي لا يزال مهتماً بالشأن الليبي بحسب ما تُظْهِره “تغريدات ومقالات” يُخصصها لـ”المؤشرات الليبية” منذ مغادرته منصبه قبل نحو عامين، فيما كان لافتا أيضا أن تُخفّض واشنطن مستوى تمثيلها إلى المؤتمر الدولي الخاص بالأزمة الليبية، والذي استضافته مدينة باليرمو الإيطالية قبل نحو أسبوعين، إذ أرسلت أميركا ديفيد ساترفيلد أحد مساعدي وزير الخارجية الأميركية.
حتى نهاية الصيف المقبل فإن أميركا مطالبة بـ”موقف قوي” تجاه أزمة ليبيا، وإلا فإن أزمة ليبيا سيطويها النسيان أميركياً، لأن الرأي العام الأميركي والمؤسسات السيادية ستدخل “أجواء الانتخابات” الرئاسية الجديدة المقررة في شهر نوفمبر 2020، وهي انتخابات لا يُعْرف ما إذا كانت ستُعيد الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، أم أنها ستُبْقي ترامب رئيسا حتى أواخر عام 2024، وسط مخاوف من أن يستمر ترامب حتى ذلك الوقت بـ”إدارة الظهر” لليبيا والليبيين.