“الكهرباء تترنّح” بين وعي الترشيد ومشكلة الأمن
تقرير | 218
قد تلام شركة الكهرباء من مواطن مل وسئم كثرة انقطاعات التيار، وكثرة طرح الأحمال التي طرحته أرضا وجعلته صريعا عاجزا حتى شلت أركان حياته.
لكن شركة الكهرباء عبر مسؤوليها تملك منطقا وحججا قوية حين تأتي على ذكر مسألة في غاية الدقة، وهي مسألة الوعي بأهمية التيار الكهرباء الذي يبعثر كيفما اتفق دون ترشيد ودون شعور بأهميته، خصوصا مع تطور الحياة التي صار فيها التيار الذي يسري عبر الأسلاك تماما كالدم الذي يجري عبر العروق في جسد الإنسان.
لا يختلف اثنان في ليبيا على أن العقود الماضية شهدت حالة من البذخ الفاحش في التعامل مع الكهرباء، وأن أجيالا تعاقبت ورثت من بعضها سوءا في التعامل مع التيار من حيث ترشيده ومن حيث الالتزام مع قسم الجباية، فتجد مصابيح منارة في وضح النهار، داخل البيوت وفي الطرقات العامة، وتجد مواطنا لا يسدد فواتيره المستحقة للشركة، هذا الأمر يعكس مشكلة وعي حقيقية لدى شرائح واسعة في المجتمع.
هذه الحالة غير مقبولة تماما يقول مسؤولو الشركة، خصوصا حين ترى أن معدل استهلاك المواطن في ليبيا للتيار الكهربائي هو أكثر من معدل استهلاك المواطن في تونس ومصر، مع الوضع في الاعتبار المعدل المتدني لإنتاجية المواطن الليبي مقارنة بالآخرين في دول شقيقة على الأقل، ففي تونس ومصر يتم استغلال التيار الكهربائي في إنتاجية الفرد، ويتم المحافظة عليه لأنه بمقابل، أما في ليبيا فالمسألة مختلفة تماما.
أزمة الكهرباء في ليبيا صارت مزمنة، تكثر مع المواسم، في الشتاء والصيف، تجعل المواطن يتصبب عرقا صيفا، ويرتعش بردا شتاء، وهذا أمر سيظل متواصلا ما دامت مشكلة الأمن قائمة وأزمة الوعي حاضرة.