“الكناسة” محور جديد يدخل جبهات القتال
ما تزال ظاهرة انتشار القمامة وتكدسها في الشوارع مستمرة وسط غياب كامل للجهات المختصة دون وجود رادع لها.
وعلى ما يبدو فإن ليبيا تشهد حربا من نوع آخر سلاحها “الكناسة” التي أخلَّت بالمظهر العام وأزاحت جماليات الشوارع وجعلت صحة المواطنين في خطر محدق.
نعم إنها “كناسة” بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لأن مصطلح القمامة الذي لم يعد يجدي نفعا بعد أن صار ماضيا غطت عليه هذه الأ كوام المليئة بكل المخلفات التي تحارب البيئة وتثير في النفس الاشمئزار فأصبحت تشبه إلى حد قريب بوابات الاستيقاف.
ويلقي الكثير من المواطنين باللوم على المسؤولين بداية من رأس هرم السلطة إلى أصغر جهة، بأنهم سبب فيما يحدث وهذا صحيح، لكن لا يمكن إغفال غياب الذائقة لدى المواطنين الذين يلقون بأكياس المرض دون النظر في عواقبها الصحية.
والتقطت هذه الصور في أحد شوارع طرابلس توضح مدى معاناة المدينة وغيرها من المناطق الأخرى في ليبيا من ظاهرة شارك في تفشيها الجميع “مسؤولون ومواطنون”.
ولعل الأمل بات معلقا فيمن يعي حجم هذه المأساة، بأن يبادر بأي وسيلة في سبيل إنهائها وإن كانت الظروف التي تمر بها البلاد قاسية ولكن وجب التنبيه عليها وتتبعها وإظهارها للعلن إلى حين ظهور من يعرف حقا أن بلاده تستحق أن تكون بأفضل حال وإن تكالب عليها الطامعون والأنانيون وعُشَّاق السلطة.