218TV|خاص
كان يمكن لـ”اعتذار مفاجئ” من داعية سعودي مهم مارس “تشددا دينياً” طيلة العقود الماضية أن يمر مرور الكرام لولا التغريدة التي “فجّرها” الفنان السعودي ناصر القصبي ليل الإثنين، وحظيت بتفاعل وجدل كبيرين، ما أعاد الرأي العام السعودي إلى الحلقة الأولى من برنامج “ليوان المديفر” الذي يُقدمه الإعلامي السعودي عبدالله المديفر على قناة “روتانا خليجية” يوميا خلال شهر رمضان، إذ طالب القصبي الداعية السعودي عائض القرني بما هو أكثر من “الاعتذار” واللجوء إلى مراجعة عامة لهذا الخطاب، وفضح “الصحوة” فضحا كاملا ومن هو الذي موّلها وأنشأها، معتبرا أن الأمر لا يعدو كونه “استهلاكا إعلاميا” بصيغة الاعتذار الحالية.
#عائض_القرني
تقول بكل شجاعه أعتذر
أعتذارك هذا لا يكفي لأن الثمن كان باهظاً .
أعتذارك الحقيقي يكمن في تقديمك كتاب ناقد مفصل من داخل هذه الحركه تكشف فيه بهدوء وعمق و وضوح أصولها ومع من أرتبطت وكيف نشأت وكل رموزها ونهجها وكواليسها و مخططاتها
هذه هي الشجاعة وغيره استهلاك إعلامي— ناصر القصبي (@algassabinasser) May 7, 2019
ولم تمض دقائق على تغريدة القصبي الذي يطل للموسم الرمضاني الثاني على التوالي عبر مسلسل “العاصوف”، حتى انبرى مئات المغردون للتفاعل مع القصبي والتضامن معه باعتباره كان هدفا مهما لأبطال الصحوة المتشددة في السعودية طيلة السنوات الماضية بعد أعمال فنية مستنيرة واستشرافية ركزّت على تناقضات الخطاب المتشدد، و”انتهازية” الخطاب الديني المتزمت عبر قوالب كوميدية بدأت بمسلسل “طاش ما طاش”، إذ لم يكن يمض عمل للقصبي من دون إثارة ردات فعل متشددة من الصحوة ضد القصبي، والتحريض عليه عبر أوصاف تلمح إلى “تكفيره”، فيما كان القصبي يستمر في إنتاج أعمال فنية تفضح وجوه الصحوة، التي يعتبر القرني من أهمها طيلة العقدين الماضيين.
كثيرون قالوا في السعودية وخارجها طيلة الساعات القليلة الماضية التي تلت “الاعتذار الصادم” للقرني أن ما كان يقدمه القصبي في أعماله الفنية طيلة السنوات الماضية لم يكن “عملا كوميديا” بل كان وصفا وتفاعلا مع الواقع الذي كان يجهله مئات الآلاف من أنصار القرني ومريدي خطبه وندواته وكتبه، فيما لم يكن القصبي الذي جرى تهديده بالقتل من أنصار “الصحوة” قبل عامين وحيدا في معركته ضد الخطاب الديني المتشدد إذ كانت زوجته الكاتبة السعودية المعروفة بدرية البشر هي أحد أهداف الخطاب المتشدد ل”الصحوة” عبر برنامجها الذي كانت تنقد به بشدة وحدة التزمت الديني المخالف لروح الدين الإسلامي.
ويعتبر كثيرون إن تغريدة القصبي تعتبر بمثابة “كشف تسلل” للدعاة والمشائخ الذين يريدون العودة إلى المشهد عبر “أقنعة جديدة” بعد أن كسدت بضاعتهم منذ التحذير الصارم الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل نحو عامين عندما تعهد بسحق هذا الخطاب المتشدد ومن يقف خلفه، فيما يقول كثيرون إن الفنان القصبي الذي أضحك عشرات ملايين السعوديين والعرب عبر أعمال كوميدية ملتزمة وناقدة بدا عبر تغريدته كما لو أنه يطلق المعركة الثانية ضد الدعاة المتحولين.