“القرود”.. خصم سياسي جديد للحكومة الهندية

جرت العادة أن تواجه الحكومات الساعية للفوز بولايات ثانية في الحكم خصوماً سياسيين ساعين إلى تحقيق هدف الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات التشريعية، إلا أن الحال مع الحكومة الهندية يبدو مختلفاً فهي تسعى لمجابهة خصم من نوع آخر.

وتمثّل هذا الخصم في قطعان القرود من فصيلة “المكاك الريسوسي” ذات الوجوه الحمراء التي تنتشر بكثرة في مناطق العاصمة نيودلهي وحولها، وتعمل على نشر الفوضى.

ووفقاً للموظف العامل في الداخلية الهندية “راجيني شارما” فإن هذه القرود تخطف الطعام والهواتف المحمولة من الناس خلال سيرهم في الطرقات، وتقتحم المنازل وتروّع السكان داخلها وتمزّق الملفات والوثائق.

من جانبه أشار الباحث في علم البيئة “أسميتا سنجوبتا” إلى أن التقليد الاجتماعي الديني المتمثل بإطعام القرود أنتج حلقة مفرغة، لأنها معتادة على أن البشر يقدمون لها الغذاء وفقدت إحساسها بالخوف، وبدأت تسعى خلف المزيد من الطعام، وإذا لم يطعمها البشر تصبح عدوانية.

وأوصى عالم القردة العليا “أس أم موهنوت” بتعقيم ونقل قرود المكاك إلى الغابات، ورفع الحظر عن صيدها لأغراض أبحاث الطب الحيوي واستئناف تصديرها، لاسيما في ظل في النمو السريع للمدن الذي تسبب بتشريدها؛ ما دفعها إلى اقتحام أماكن معيشة الإنسان بحثاً عن الغذاء.

هذا وتتكاثر القرود على نحو سريع في العاصمة نيودلهي والولايات المجاورة لها؛ لأنها تحظى بوضع حماية إلا أنه لا يوجد أي إحصاء رسمي بأعدادها.

ويُقدس الكثيرون في الهند الحيوانات التي يرون أنها تتصل بالإله هانومان الذي يتخذ شكل قرد.

ويبدو أن قردة المكاك ليست من أنصار رئيس الوزراء “ناريندرا مودي” إذ خرب المئات منها خطته لتوصيل الإنترنت اللا سلكي في دائرته الانتخابية مدينة فاراناسي في العام 2015 حيث التهمت المئات منها كابلات الألياف الضوئية المركبة على طول ضفتي نهر الجانج.

واستبقت الجهات المسؤولة عن البرلمان الهندي بدء الجلسة الشتوية له بتوزيع نشرة على الأعضاء تتضمن طرقاً لمواجهة هجمات القرود ومنها عدم استفزازها أو التواصل بالعين معها مباشرة، وعدم إبعاد أي قرد رضيع عن أمه بأي حال.

ولجأت الهند لعدة استراتيجيات لمكافحة تهديدها ومنها ما قامت به قبل عدة أعوام حين جلبت السلطات أعدادا كبيرة من قرود اللنجور سوداء الوجه التي تخشاها قرود المكاك؛ للتجول في مناطق حيوية وردعها، لكن توقف ذلك بعدما أصبح القانون يحظر إبقاء قرود اللنجور مع الأسر.