القاهرة والبحث عن توافق ليبي لإنهاء المراحل الانتقالية
تسعى القاهرة، لتعزيز دورها في الملف الليبي مع الأطراف كافةً من خلال الوساطة، بالتزامن مع عقد اجتماعات اللجنة العليا “المصرية – الليبية” المشتركة، في القاهرة يوم غدٍ الخميس، بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
واستبقت العاصمة المصرية، تلك الاجتماعات بلقاء للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، في رسالةٍ بأن القاهرة تقف على مسافة واحدة من الأطراف كافة.
وبحسب بيان الرئاسة المصرية؛ فإن المباحثات الثلاثية تناولت التطورات على الساحة الليبية في ضوء خصوصية العلاقات التي تجمع البلديْن، وحرص القاهرة على الاستقرار السياسي والأمني للجارة ليبيا.
وتؤكد مصر، بحضور “الدبيبة”، انفتاحها على السلطة التنفيذية في طرابلس وحرصها على انسجام مواقفها في هذه المرحلة التي تستعد فيها ليبيا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
من جانبه، أكد “السيسي”، في لقائه مع “عقيلة وحفتر”، مواصلة بلاده الجهود الرامية للتنسيق مع الليبيين كافة، في الفترة المقبلة، بما يسهم بضمان وحدة وتماسك المؤسسات الوطنية الليبية، وصولاً إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي، مشددًا على منع التدخلات الخارجية التي تهدف إلى تنفيذ أجندتها الخاصة على حساب الشعب الليبي، وكذلك إخراج القوات الأجنبية كافة والمرتزقة من الأراضي الليبية.
وتتزامن هذه التحركات مع المؤشرات السلبية التي لاحت من خلال رفض “الدبيبة” فكّ التحالف مع تركيا، بالإضافة إلى رفضه الانفتاح على الجيش وقيادته، مما دفع الكثيرين إلى اتهامه بمحاولة استنساخ تجربة رئيس المجلس الرئاسي السابق فايز السراج.
بدورها، كشفت مصادر مصرية، لـ”صحيفة العرب” أن القاهرة ما تزال غير مطمئنة لجملة المواقف التركية في ليبيا، وتأخذ في حسبانها مراوغاتها المستمرة، معتبرةً أن التقارب مع الأطراف الليبية قد يضيّق الخناق على أنقرة، ومن ثم الدفع نحو إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، لمنع عرقلتها من قبل تيار الإسلام السياسي، الذي يعيش في غرفة الإنعاش في كثيرٍ من دول الجوار، وكذلك تطويق أي خلافات بين “عقيلة وحفتر”، وعدم إهمال حكومة “الدبيبة” حتى لا تصبح في صف التيار التركي.
وتمثّل مصر في هذه المرحلة، تحديدًا، محطةً مهمةً، في الأزمة الليبية التي تمرّ بمراحل مفصلية، وتحاول منع الانهيار السياسي، مع بدء العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات.