“الفتاشة”.. احتفال المطبخ الليبي بالعام الهجري
يحتفل معظم الليبيون بالعام الهجري ويعتبرونه مناسبة عظيمة ومن بين العادات والطقوس التي تعوّد الليبيون عليها غي هذه المناسبة “الفتاشة”.
الفتاشة أكلة ليبية بحتة تتكون من طبق الكسكسي المعروف ولكنها تتميز باللحم المقدد حيث يعد “القديد” هو العلامة الفارقة بينها وبين الطبق المعتاد ويكون اللحم المقدد “القديد” عادة قطعاً أو أجزاءً من أضلاع الشاة والتي تعد من لحم أضحية العيد.
ويذهب البعض إلى استخدام لحم الرأس وبعض الأجزاء من الرئة وكرش الخاروف أيضاً إضافة لبعض القطع من شحم الخروف أو ما يُسمى بـ”اللية” والتي يعتبر الليبيون أن مذاقها المميز هو “طعمة” الطبخة.
بالإضافة إلى تشكيلة من الخضروات والحمص والبصل التي تضاف إلى يخنة “طبيخة” توضع على الطبق.
أصل التسمية
تعددت الروايات حول التسمية وتأصيلها إلا أن أشهرها هو ما كان يشاع بين الأطفال أن امرأة تأتي ليلاً لتفتش داخل بطونهم لتتأكد من أنهم قد أكلوا جيداً وتغذوا بما يكفي من هذا الطبق وتقوم بمعاقبة المخالفين بشق بطونهم أثناء النوم لتضع فيها الحجارة إذا لم تكن ممتلئة.
فيما تقول رواية أخرى أن التسمية تعود لكون الناس كانوا يعتقدون أن تلك الليلة الأولى من العام هي الليلة التي تقوم فيها الملائكة “الفتاشة” أي التي تفتش عن أعمال العباد بجرد أعمالهم على مدى عام كامل لتعرف مدى صلاحهم من عدمه.
وعلى الرغم من اختلاف التأويلات إلا أن القاسم المشترك هو كون هذه المناسبة مصدر سعادة للأسر الليبية وفرصة للم شمل الأسر للاحتفال والتزاور وصلة الرحم.