الـ”Social media” الليبي “حزين” بعد إسقاط “سفينة بنغازي”
أسى كبير أمكن رصده على الصفحات الليبية بمواقع التواصل الاجتماعي طيلة الساعات الماضية، إذ جال الأسى الوطن الليبي “المُمزق”، لكن أهالي مدينة بنغازي كان لهم “الحصة الأكبر” من الوجع الذي اجتاح منصات التواصل الاجتماعي، إذ قررت جماعات إرهابية في المدينة ممارسة “انتقام رخيص” جراء خساراتهم المُتعددة في المعركة ضد أهل المدينة الذين رفضوا إعطاء “حاضنة أهلية” للتنظيمات المتطرفة، لكن الإرهاب الذي يلفظ أنفاسه في المدينة قرر إطلاق النار على ذاكرة الليبيين وذكرياتهم في أزقة المدينة حينما قرر إسقاط “سفينة بنغازي”.
“سفينة بنغازي” التي هوت من علٍ أمس الخميس، أبحرت بالليبيين نحو بحر الأسى والحسرة، إذ كانت معلما عمرانيا بارزا في المدينة، وبناءً يُميّز المدينة، حينما قرر بانيها أن يتخذ لها شكل السفينة الكبيرة، إذ أصبحت تُعرف بين “البناغزة” باسم “سفينة بنغازي”، وظلت سفينة المدينة معلما بارزا على التصدي للتنظيمات الإرهابية حينما تضررت من قبل مرارا إثر قذائف للإرهابيين، لكن يبدو أن إسقاطها أمس كان مُتعمدا في إطار سعي الإرهابيين إلى كسر إرادة الليبيين.
ويبدو أن الإرهابيين الذين يتحصنون حاليا في منطقتي الصابري وسوق الحوت سيلجأون في المرحلة المقبلة إلى “أهداف مقصودة” من شأنها أن تُدْخِل الأسى والحزن إلى صدور الليبيين الذين قرروا استمرار المعركة لطرد الإرهاب نهائيا من المدينة، وهو يستحيل تنفيذه عسكريا من دون إرادة أهلية حامية وحاضنة لتضحيات الجيش الوطني، فإن سقطت سفينة بنغازي، فإن ليبيا وهي السفينة الأكبر والأغلى لا تزال مستمرة في إبحارها نحو المستقبل بدون توقف رغم العثرات والواقع الحالي.