العيساوي والتائب المقارنة المتعبة!
مهند نجم
218TV.net
منذ بدء إدراكي الرياضي أعتبر نفسي محظوظا بميلادي في منزل يعشق الرياضة، ما سهل فرصتي في دخول هذه الأجواء الرياضية التي أعشقها ولا استطيع البعد عنها، كرة القدم في منزلنا والرياضة عامة متابعتها والحديث عنها شئ مقدس باختصار لا يمكنك العيش بيننا إن لم تشارك رأيك الرياضي بيننا خاصة يوم الجمعة بعد الغداء الليبي التقليدي، منذ سنوات وعند احتدام النقاش مع عمي المتعصب لتشجيع النصر لم أجد نفسي محظوظا كوني عاصرت جيل سحر “طارق التائب” وحرصت دوما على الجلوس أمام التلفاز لساعات متتبعا أخباره ومبارياته أينما حل وذهب.
أتحدث مع عمي وأنا في حالة الانبهار رأيت ماذا فعل طارق اليوم متلاعبا بدفاع الخصم ؟ رده : لا تحدثني كثيرا عنه أنا في الثمانينات رأيت الأفضل منه قاصدا لاعب القرن “فوزي العيساوي” ، كثرت هذه الردود منه بهذه الطريقة المتعصبة حتي أوصلني إلى قناعة تامة بأن مقارنة جيل بجيل تعد ظالمة ولا تعطي كل ذي حق حقه ، بل حتى تقلل من قيمة أسطورتين قدما متعة مجانية لشعبهم.
أبدع العيساوي مع جيل ذهبي وسطع نجمه عام اثنين وثمانين وقاد بلاده مع زملائه إلى النهائي المشؤوم أمام غانا وخسرنا بضربات الحظ الضالمة وتحصل في نسخة أمم أفريقيا ذلك العام على جائزة أفضل لاعب محققا إنجازا لم يكرره لاعب ليبي.
أذكر مرة في حديثي مع والدي ذكر أن مدرب فريق فلامينغو الشهير “ماريو زاغالو” أثناء زيارته إلى ليبيا قال في تصريح شهير له كيف لفريق مثل المنتخب الليبي أن يمتلك اللاعب رقم10 ولا يتأهل لكأس العالم بالإشارة إلى العيساوي، أما بالنسبة لطارق فلم أسمع ماذا سيقول لي أبي ولن أدخل في نقاش جديد مع عمي أنا رأيت وتابعت وتعلقت فيكفيه لقب “اللاعب الذي يرى في الظلام” كما وصفه بعض الصحفيين العرب ليجعل من يتابعه مسحورا بفنه وأوصلني شخصيا لمرحلة صعوبة الإقتناع بأي لاعب محلي أو حتى عربي من بعده رافعا من سقف ذوقي الكروي، الخلاصة كفاكم مقارنة ظالمة لهم ودعوا التاريخ يخلد اسم البرنس والحاج فوزي بأحرف من ذهب فالمقارنة تفسد لذة كرة القدم.