العد العكسي: ما هي سيناريوهات مرحلة ما بعد 24 ديسمبر؟
ناقشت الحلقة التاسعة عشرة من سلسلة برنامج العد العكسي، ملف السيناريوهات المرتقبة، وشكل الحكومة المقبلة، تزامناً مع اللقاءات المكثفة والمشاورات الجارية بين الأطراف السياسية، وفي مقدمتها لقاءات المستشارة ستيفاني وليامز مع رئيس المفوضية، ووزير الداخلية ونائب رئيس مجلس النواب، مع ضيفَيْ الحلقة الصحفي كمال المزوغي، والباحث السياسي جبر الأثرم.
وفي مجمل حديثه، قال الباحث السياسي جبر الأثرم إن قوانين الانتخابات المعيبة التي صدرت عن مجلس النواب هي سبب التعطيل، وسمحت لتيار الإسلام السياسي بالاستفادة من الموقف، مؤكداً أن الإسلام السياسي أصبح أقوى على الساحة الليبية بسبب غياب التيار المدني.
وتوقع الأثرم أن يتم الاستناد على اتفاق جنيف إذا أُجّلت الانتخابات، والذي يقضي بعدم تجاوز مدة تولي الحكومة 18 شهراً. مضيفاً أن تأجيل الانتخابات لمدة طويلة يعني الالتزام بمنح جميع من يبلغ السِن القانونية في الموعد الجديد بطاقات انتخابية، وهذا يعني فتح مراكز المفوضية من جديد وبالتالي المزيد من الوقت.
وعن الدور الدولي في دفع عجلة العملية الانتخابية، أشار الأثرم إلى أن النظام البرلماني في ليبيا أثبت عدم جدواه، وهذا ما يجعل المجتمع الدولي يصر على النظام الرئاسي من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية، مضيفاً أن مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز تسعى لإعطاء ضمانات للدول ذات النفوذ في ليبيا عن طريق منح مشاريع مستقبلية لتلك الدول في البلاد، مقابل تسهيل السير نحو الانتخابات.
وختم الأثرم بالقول إن الحراك على مستوى الشارع هو أولوية مطلوبة اليوم للضغط من أجل إجراء الانتخابات قريبا، منوهاً إلى أن تعدد الأطراف المتداخلة في مسألة الانتخابات الليبية يزيد من صعوبة إجرائها، ومؤكداً أن الحل الأنسب اليوم هو استمرار الحكومة كحكومة تسيير أعمال، بشرط تغيير رئيسها.
بدوره، قال الصحفي كمال المزوغي إن هناك أكثر من سيناريو لما بعد 24 ديسمبر، أولها سيناريو لتأجيل الانتخابات لفترة قصيرة قد لا تتجاوز الأسبوعين، بينما يتضمن السيناريو الآخر تأجيلها حتى 2023، محملاً المفوضية الوطنية العليا للانتخابات مسؤولية الارتباك الحالي بسبب عدم تطبيقها القانون الانتخابي على جميع المترشحين، في الوقت الذي كان به على رئيسها أن يكون واضحاً مع الليبيين.
وأضاف المزوغي أن السلطة الحاكمة في ليبيا سلطة مرتبكة ولا تعلم ما يحصل في الكواليس الأممية، وأكّد أن توقيت 24 ديسمبر كان مناسباً وكان الوقت كافياً، لكن انعدام الرغبة بإجراء الانتخابات لدى القوى المسيطرة هو ما عرقلها، ومتهماً المجلس الأعلى للدولة بلعب الدور الأكثر إرباكاً للمشهد السياسي من خلال تصريحات رئيسه.
ونوه المزوغي إلى محدودية دور دول الجوار التي ترغب بالوصول إلى الاستقرار في ليبيا، إلا أنها لا تملك الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك. مشيراً إلى أن وجود القوات الأجنبية في ليبيا جاء برغبة الليبيين أنفسهم على اختلاف توجهاتهم، وهو ما يجعل من إخراجهم أمراً صعباً خلال فترة قصيرة.
ووصف المزوغي المشكلة في ليبيا بأنها خصومة بين أطراف “الطغمة الحاكمة” وليست خلافاً بين الشرق والغرب. وختم بالقول إن مجلس الأمن يزيد من إرباك المشهد بتعامله مع المعرقلين الذين هدد بمعاقبتهم من قبل