العد العكسي: ما هو دور الشباب في رسم المستقبل الليبي؟
سلطت الحلقة العشرون من سلسلة برنامج “العد العكسي”، الضوء على ملف الشباب بعد ثورة فبراير، ودوره في بناء بلده، وإلى أي مدى يشارك في الحياة السياسية، مع ضيوف البرنامج مدير برنامج “ليبيا في مركز دعم التحول الديمقراطي” أكرم النجار، الناشط المدني عبدالله الغرياني، والصحافي محمد العزومي.
ورأى “النجار”، أن الفجوة بين السلطة وبين فئة الشباب هي فجوة متعمدّة وتم العمل على إحداثها، مشيرًا إلى أن الشباب الليبي خاض تجربة ما بعد 2011 دون إرث وتجربة، وهو ما شتت جهوده وجعلها غير منظمة.
وأضاف أن المجتمع الليبي رافض لفكرة أن يكون للشباب دور قيادي في ليبيا، وهذا ما ظهر جلياً في الانتخابات البلدية، مؤكداً أنه قد آن الأوان لكي يخرج خطاب الشباب من إطار الفئات الشابة فقط، بحيث يتم توجيهه للفئات كافة.
وعن وضع الشابات في ليبيا، أكد “النجار” أن وضعهنّ أصعب بكثير من وضع الشباب، بالرغم من حصول بعض التطورات الاجتماعية بسبب الوضع الاقتصادي، والذي فرض عليهنّ دخول سوق العمل وكسر القاعدة النمطية التي تعارض فكرة عمل المرأة لدى معظم شرائح المجتمع.
من جهته، قال “الغرياني” إن الشباب الليبي أدى ما عليه منذ الأيام الأولى للتظاهرات السلمية، مضيفًا أن الشباب الليبي دفع، بعد ثورة فبراير، ثمن عدم خبرة جيل ما قبل الثورة.
وأضاف أن ثقافة التعدد في المجتمع الليبي هي ثقافة منعدمة، وهو ما أثر على فرص ظهور الشباب في السنوات العشر الأخيرة، مشيرًا إلى أن تركز المال لدى تيار الإسلام السياسي؛ مكّن الإسلاميين من استقطاب الشباب واستغلال حاجتهم لتوظيفهم بالصراعات المسلحة.
وعن الدور الشبابي في الانتخابات المقبلة، أكد “الغرياني” وجود وجوه شابة دخلت السباق نحو البرلمان ويمكن التعويل عليها، إلا أن انعدام الديمقراطية جعل من الصعب المراهنة على تلك الوجوه، أو على أي مشروع شاب في ليبيا، إضافةً إلى العقلية القبلية المسيطرة على معظم الفعاليات الشابة في ليبيا، والتي لا يمكن التخلص منها إلا بالتوعية، بحسب قوله.
بدوره، اتهم “العزومي” الدولة بالتغييب المتعمد للشباب وإقحامها الكثيرين منهم في صراعات مختلفة؛ مما جعل همّهم الوحيد تحصيل قوت يومهم فحسب.
وأكد أن الشباب الليبي يحتاج لمن يدعم مشاريعه ودراساته وأنشطته المختلفة، وأن عدم وجود الاهتمام بالعنصر الشبابي؛ سبّب عزوفاً لدى كثيرين عن المشاركة في الحياة السياسية.
وأَضاف أن عدم وجود ثقل للشباب في الانتخابات الرئاسية هو نتيجة طبيعية لتغييب دور الشباب منذ أكثر من 60 عاماً أي منذ العهد الملكي، مشددًا على أهمية دعم الشباب في الانتخابات البرلمانية ومنحهم الثقة من الشعب.
وطالب “العزومي” النواب بضرورة عقد جلسات متخصصة لتطوير شرائح الشباب، والخروج من تراكمات السنوات السابقة.