العالم يسأل: كيف يمكن عزل ترامب؟ والإجابة صادمة
218TV.net خاص
حال وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقدامه في البيت الأبيض في شهر يناير الماضي،انتشر السؤال الأهم حول العالم وهو كيف يمكن عزله من منصب الرئاسة؟، وهي إشكالية دفعت موقع “ميديا” الأميركي إلى القول إن عمليات البحث على محرك البحث العالمي العملاق “غوغل” عن اسم ترامب كان يقابله دوما اقتراح من المحرك ب”كيف يمكن عزل ترامب”، إذ يظهر هذا المقترح عادة استنادا إلى ملايين عمليات البحث حول العالم، وهو ما يعني أن العالم “مهجوس” بهذا السؤال، إذ أن فوز ترامب لم يكن مريحا لغالبية كبيرة داخل وخارج الولايات المتحدة.
عرّافون ومحللون وسياسيون يعتقدون أن الرئيس الأميركي سيواجه فعلا خطر الرحيل عن البيت الأبيض قبل أن يُتم ولايته بسبب “ضعفه السياسي” و “همجيته”، لكن أنصار فكرة إتمامه ولايته الرئاسية يقولون إنه لن يكون أسوأ حالا من الرئيس رونالد ريغان الذي كان في مرحلة من حياته “ممثل كومبارس” لم يقنع أحدا بموهبته التمثيلية.
لكن السؤال المهم هو هل يمكن فعلا عزل ترامب، وهنا يتدخل العلم الدستوري ليدلي بدلوه بعيدا عن “الآراء والأهواء والأمنيات”، إذ يقول الدستور الأميركي المُعزز بملاحق تفسيرية تتضمن مواد أكسبها النظام السياسي “قوة الدستور”، إن عزل الرئيس ممكن في أي وقت من ولايته لكن وفقا لإجراءات محددة لا تخضع لأي تأويل أو تسريع، وهو حق حصري أوكله الدستور الأميركي إلى ثلاث جهات هي مجلس النواب أولا، ثم مجلس الشيوخ، والمحكمة الفيدرالية العليا، إذ يستحيل أن يتغول طرف من هذه الأطراف على أي إجراء منصوص عليه يستهدف “عزل الرئيس”.
كيف يمكن عزل الرئيس؟
يبدأ الأمر باتهام يوجهه مجلس النواب للرئيس في واقعة أو وقائع محددة تتعلق بالكذب والتزوير والخيانة الوطنية، وهو إجراء متاح في واقعتين أقدم عليهما ترامب وتحديدا في قضية إقالة مدير جهاز التحقيقات الفيدرالية، ثم واقعة إفشاء معلومات لروسيا عن “أسرار استخبارية مؤثرة”، وبعد الاتهام يمكن الانتقال إلى الخطوة التالية وهي “الخطوة الحاسمة” فعليا، إذ تنعقد محاكمة حقيقية في جلسة لمجلس الشيوخ يرأسها أقدم قاض في المحكمة الاتحادية، وهو عمليا رئيس المحكمة، إذ يشرع في محاكمة الرئيس طبقا للاتهام الموجه إليه، ويتم استدعاء شهود، وإبراز أدلة، ثم يُقفل رئيس الجلسة المحاكمة ويحيل الأمر لتصويت الشيوخ على مهمة عزل الرئيس.
التصويت نفسه على العزل مُقيّد دستوريا بموافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وإذا لم يحصل قرار العزل على هذا العدد، يتم إعلان “براءة الرئيس”، ولا يحق توجيه الاتهام عن نفس الواقعة خلال الولاية الرئاسية ذاتها إلا بحصول “اعترافات أو أدلة جديدة”، علما أن التصويت على قرار عزل الرئيس إن حصل على الثلثين فإن الرئيس يصبح معزولا بـ”أثر فوري، وتُنْقل صلاحيات الرئاسة إلى نائبه لإكمال ولايته الرئاسية، لكن من حق مجلس الشيوخ نقل صلاحيات الرئاسة إلى رئيس المجلس، أو وزراء في الجهاز التنفيذي طبقا لترتيب معين، لكن عليهم أن يستقيلوا من مناصبهم.
هل حصل من قبل؟
لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة أن عُزِل رئيس من منصبه، لكن إجراءات التصويت حصلت بحق رئيسين من قبل هما أندرو جونسون وبيل كلينتون، لكن الرغبة بعزلهما لم تحصل على شرط الثلثين، فيما يتفوق ترامب على جونسون وكلينتون بـ”فرصة إضافية” للنجاة من إجراءات عزله، وهو أنه يمتلك “أريحية حزبية” داخل مجلس الشيوخ، قد تقيه العزل.