الطائرات التركية المُسيّرة.. مصلحة “عائلية” لأردوغان
اعتبر موقع “المونيتور” البريطاني في تقرير أن ظهور الطائرات التركية بدون طيار في مسرح حرب طرابلس، علامة على دعم أنقرة لقوات طرابلس ومصراتة، مؤكدة وجود صلة بين هذا السلاح وعائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال الموقع إن الطائرات بدون طيار من نوع “بيراكتار TB2” التي ظهرت في سماء ليبيا يتم تصنيعها من قبل شركة “باكار”، وهي شركة عائلية لصهر أردوغان “سلجوق بيرقدار”، وهو متزوج من ابنة الرئيس الصغرى، وقد أسقط الجيش الوطني بالفعل عدة طائرات بدون طيار تركية، ويقال إن حكومة الوفاق الوطني وفرت مقراً لها وطلبت المزيد من الطائرات بدون طيار من شركة ” بايكار”.
وتكتسب الطائرات المسيرة مكانة بارزة في النزاع الليبي، حيث تقتصر القوات الجوية من الأطراف المتحاربة على عشرات الطائرات الحربية القديمة والتي تفتقر إلى أطقم الطيران المناسبة، وأدى الدور المتزايد للطائرات بدون طيار إلى زيادة ملحوظة في الهجمات المتبادلة على المطارات.
ووفق تقرير “المونيتور”، يُعتقد أن أول طائرة تركية الصنع وصلت إلى طرابلس في 18 مايو، إلى جانب أربع طائرات بدون طيار، فيما تورطت الطائرات التركية بالقتال في ليبيا لأول مرة يوم 1 يونيو، كما أعلن الجيش الوطني إسقاط طائرة تركية بدون طيار كانت تقصف مدينة غريان، وفي 6 يونيو قال الجيش الوطني إنه دمرت طائرتي “بيراكتار TB2” واستهدف غرفتي عمليات لهذه الطائرات خلال غارة على مطار معيتيقة، وتم تدمير طائرة تركية أخرى في نفس المطار في 30 يونيو.
تلقى رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج تأكيدات بمواصلة الدعم التركي أثناء لقائه أردوغان في إسطنبول في 5 يوليو، وأكدت تقارير أنه في نفس اليوم ظهرت طائرة من طراز “إليوشن إيل 76″، تديرها الشركة الأوكرانية SkyAviaTrans، زُعم أنها نقلت ثماني طائرات من طراز TB2، نُشر بعضها في طرابلس وبعضها في مصراتة. لتشتعل هجمات المطارات بعد الشحنة المبلغ عنها.
في 25 يوليو، تم تدمير طائرتي نقل من طراز Ilyushin Il-76TD تابعة لشركة Europe Air الأوكرانية في قاعدة الجفرة الجوية التي يسيطر عليها الجيش الوطني في غارات بقنابل أطلقت من طائرات تركية.
في 6 أغسطس، قامت قوات الجيش الوطني باستخدام طائرة بدون طيار، بضرب طائرة من طراز “إليوشين إيل 76 تي دي” تابعة لشركة “سكاي أفترانس” في مطار مصراتة. وقيل إن الطائرة التي وصلت لتوها من أنقرة محملة بالذخيرة.
كانت الطائرات التركية بدون طيار والعربات المدرعة ودعم الاستخبارات عاملاً فعالاً في استعادة حكومة الوفاق الوطني لغريان من الجيش الوطني في أواخر يونيو. وفقا للتقارير التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، شاركت طائرات “البيرقدار” أيضا في عمليات استهدفت قوات حفتر في الجفرة وعين زارة ووادي الربيع.
أقر أردوغان علناً بدعم تركيا العسكري لحكومة الوفاق الوطني، على الرغم من حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على ليبيا. وقال تركيا لديها اتفاقية تعاون عسكري مع ليبيا وسندعم حكومة الوفاق متى طلبت ذلك.
وقال تقرير “المونيتور”، إن أردوغان أولى أهمية كبيرة لتطوير قطاع صناعة الدفاع في تركيا ، حيث يعتبر صهره شخصية طموحة. ظلت صناعة الدفاع على المسار الصحيح على الرغم من الأزمة الاقتصادية في تركيا، والتي تركت القطاعات الأخرى تكافح من أجل البقاء واقفة على قدميه. نما الاقتصاد التركي بنسبة 2.6 % فقط في العام الماضي وتضرر من الركود في الربع الأخير، ولكن النمو في قطاع الدفاع بلغ 17 %. يتوقع ممثلو الصناعة أن يصل الرقم إلى 20 % هذا العام.
وأصبح لـ” بايكار” مكانة خاصة في هذا القطاع، وتقوم الشركة حاليًا بتطوير طائرة مسلحة بدون طيار أكثر تقدمًا، تسمى Akinci، والتي تعني “المهاجم” باللغة التركية. في الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصناعة والتكنولوجيا عن تقديم 600 مليون ليرة تركية (103.9 مليون دولار) دعماً استثمارياً لشركة بايكار بموجب خطة استثمار مدتها ثماني سنوات تهدف إلى تعزيز قدرة الشركة على إنتاج الطائرات بدون طيار، بما في ذلك تصنيع 24 طائرة من طائرات Akinci. لقد قام Baykar بتزويد الجيش التركي بـ75 TB2s، بالإضافة إلى إبرام صفقات مع قطر وأوكرانيا.
وترى “المونيتور” أن تجارة الطائرات بدون طيار مع ليبيا مربح لتركيا إذا استطاعت تجاهل أن تصبح عدوة لليبيين، وأن تعتبر منتهكة لعقوبات الأمم المتحدة.