الصخيرات “الهادئة”.. تُثْمِر “اتفاقا صاخباً”
218TV | خاص
لا أحد يعرف على وجه الدقة لماذا اختيرت مدينة الصخيرات المغربية مكانا لاستضافة جولات الحوار الليبي اعتبارا من شهر مارس من عام 2015 حتى الثامن عشر من شهر ديسمبر من العام ذاته، وهو الحوار الذي أثمر اتفاقا سياسيا بين أطراف سياسية ليبية، وحمل لاحقا الاتفاق اسم المدينة المغربية الساحلية التي تطل على المحيط الأطلسي، وتتميز بهدوئها الشديد، والواقعة بين العاصمة السياسية الرباط، والعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
يُحكى مغاربياً أن المدينة سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى كثرة الصخور متوسطة الحجم، وهو الاسم المُصغر لغويا لكلمة الصخرة، فيما يُرْجِع كثيرون الاسم إلى تعبير أمازيغي، لكن المدينة التي يبلغ تعداد سكانها نحو 60 ألف نسمة بحسب آخر تعداد سكاني أجرته السلطات المغربية، أصبحت مدينة ذائعة الصيت على ألسن الليبيين، حيث اجتمع ساسة منهم في المدينة لتوليد اتفاق سياسي يضع حداً لأزمة سياسية طاحنة ظلت حاضرة في المشهد السياسي الليبي طيلة السنوات الفاصلة بين السابع عشر من فبراير عام 2011 وبين توقيع اتفاق الصخيرات.
مدينة الصخيرات تصدرت واجهات التغطيات الصحفية عام 1971 حينما وجد المغربيين أنفسهم للمرة الأولى منذ الاستقلال في مواجهة عملية انقلاب عسكري ضد حكم الملك الحسن الثاني الذي مال قلبه إلى المدينة الهادئة وذات الطبيعة الخلابة، والتي أقام فيها قصرا فخما ظل مقصده طيلة أشهر العام تقريبا منذ أن كان وليا للعهد، لكن الانقلاب العسكري الذي استيقظ معه سكان الصخيرات على صوت الرصاص الكثيف فشل في تحقيق هدفه، إذ سرعان ما استعاد الجيش المغربي زمام الأمور ضد مجموعة عسكرية صغيرة من الضباط الذين حاولوا قلب نظام الحكم.