السودان.. العصيان المدني سبيلٌ للديمقراطية
بدت شوارع المدن السودانية أمس خاوية على عروشها، في اليوم الأول للعصيان المدني الذي دعت إليه قوى المعارضة احتجاجا على فض قوات الأمن للاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع بالقوة ما أوقع أكثر من مئة قتيل، وردا على مماطلة المجلس العسكري الحاكم في تسليم السلطة لحكومة مدنية، وقد ذكرت أنباء مقتل رجل عمره عشرون عاما بالرصاص في مدينة أم درمان.
كما دعت المعارضة والقوى المنظمة للاحتجاجات المواطنين لالتزام بيوتهم، والبدء بإضراب سياسي يهدف للضغط على المجلس العسكري، الذي أعلن المتحدث باسمه شمس الدين كباشي أنه مستعد للاستماع لمطالب المعارضة والعودة لطاولة المفاوضات التي سبق وأعلن رئيسه عبد الفتاح البرهان إيقافها عقب حادثة فض الاعتصام، وإلغاء كل ما تم التوصل إليه مع تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض.
كباشي حاول التقليل من أثر العصيان إذ صرح بأن الحياة تسير بصورة طبيعية في جميع الولايات وأن العصيان فشل في تحقيق أغراضه، في حين نقل شهود أن وسائل النقل العام توقفت تقريبا عن العمل، كما أغلقت معظم البنوك التجارية والشركات الخاص والأسواق، بينما استمرت الحركة ولو بصورة خفيفة في بعض بنوك الدولة ومكاتب المرافق العامة.
فيما دعا البابا فرنسيس إلى إحلال السلام في السودان معربا عن شعوره بالألم والخوف مما يحدث من تصعيد وأعمال عنف في السودان، وذلك بعد يومين من جهود وساطة إثيوبية قادها رئيس الوزراء آبي أحمد لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية.