السرّاج يُخيّب آمال الليبيين.. ولا يسافر إلى “الرجمة”
218TV|خاص
في ظل “غض الطرف الدولي” عن مهمة الجيش الوطني عسكريا في منطقة الجنوب، بوصفه الأكثر قدرة في ليبيا على حسم “الوضع الشاذ” جنوباً، وفي ظلّ “التأييد” الذي أطلقه المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة لعملية الجيش مع التأكيد على مراعاة “الأُطر القانونية والإنسانية” للمعارك العسكرية، وفي ظل الإنجازات السريعة والمباغتة للجيش جنوبا بعد أن راكم خبراته القتالية في بنغازي ودرنة، فإن الأنظار والآمال كانت تتجه صوب طائرة مروحية كان يمكن لها أن تقلع من قاعدة بوستة البحرية، وتطير صوب مقر القيادة العامة للجيش الوطني في منطقة الرجمة.
كان بوسع فايز السراج –وفق ما تقوله أوساط مواكبة للمشهد الليبي- أن يستقل مروحية دون أن يصطحب معه “المستشارين التعبانين” ليطير إلى الرجمة، ويجلس إلى المشير خليفة حفتر ويتباحثا في الشأن الوطني في مشهد وطني يقول كثيرون إنه سيكون مفصلياً وحاسما على طريق استعادة ليبيا، إذ يمكن للسراج أن يعلن خطابا سياسيا من الرجمة يقول فيه إن المشير حفتر هو وزير الدفاع عن ليبيا والليبيين، وأنه “يغطي سياسيا” عملية الجيش في أي مكان على امتداد الجغرافيا الليبية لتطهير ليبيا من الإرهاب والعصابات.
وفي الآمال الليبية التي خيّبها السراج بـ”رسالته التحريضية” على الجيش الوطني، كان يمكن له أن يهبط بمروحيته في مدينة طبرق للقاء المستشار عقيلة صالح، وأن يُطلِق تعديلا وزاريا من هناك، ويطلب ثقة البرلمان عليه بوصفه الجسم السياسي الأكثر شرعية، من بين “شرعيات كثيرة مزعومة”، وأن يفتح الباب أمام “التضحيات السياسية” من أجل ليبيا، ليكون دخول الليبيين إلى عامهم التاسع بعد ثورتهم، هو ثورة جديدة بحد ذاتها من دون أن تراق فيها نقطة دم واحدة.
لا يملك السراج في العاصمة من أمره شيئا وفق ما تقوله تلميحات كثيرة داخل ليبيا وخارجها، ولم يترك أي بصمة سياسية له منذ أن وطأت قدماه رصيف قاعدة بوستة في أواخر شهر مارس من عام 2016، إذ ينصح كثيرون السراج بأن دخول نادي التاريخ السياسي للجلوس فيه يمكن أن يتم بقرارات وخطوات وطنية تُقدّم مصلحة ليبيا على سائر المصالح الأخرى، وليس بإطالة المكوث في بوستة، و”استجداء الألقاب والأختام والشرعية”.