السراج “يُغامِر” سياسياً بـ”ورقته الرابحة”
218 |خاص
ركّزت انطباعات في الداخل الليبي على “نبرة صوت ورسائل” رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج في الأسابيع القليلة الماضية، الذي بدا كما لو أنه ملّ من “الطريقة الهادئة” التي تعاطى بها مع المشهد السياسي في ليبيا منذ أن حملته قطعة عسكرية في مارس 2016 إلى رصيف قاعدة بوستة البحرية، لكن كثيرين ركّزوا أنظارهم صوب ما باح به السراج أمام ممثلين للمجتمع الدولي التقاهم في طرابلس يوم الأربعاء الماضي.
يُعْتقد أن فائز السراج لا يزال موجوداً في طرابلس، وفي منصبه أيضا بـ”غطاء دولي”، وأنه السراج بـ”شخصيته المُسالِمة” قد أمّن هذا الغطاء حوله، مثلما أمّنه لـ”رئاسي الوفاق”، ولـ”اتفاق الصخيرات” أيضا، لكن السراج –وفق ما لاحظته انطباعات ليبية- نفّذ ما يمكن وصفه بـ”المغامرة السياسية” في محاولة بدا أنها تستهدف “فحص سماكة الغطاء الدولي”، إذ أطلق ما يُشبه “التهديد السياسي” للمجتمع الدولي من أن “الصبر بدأ بالنفاد” إزاء تجاهل الوضع السياسي المُتدهور في ليبيا.
بين قائل يقول إن فائز السراج لم يعد فائز واثقاً بـ”الغطاء الدولي” وأنه يحاول “إدارة مقاربة جديدة” بشأن مصيره سياسياً، وأن الدعم الدولي لم يعد “ورقة رابحة”، يأتي من يقول أيضا إن السراج يحاول “إمساك العصى من المنتصف” مع مجتمع غاضب جدا لاستمرار سياسة “إدارة الظهر” دولياً، وترك ليبيا سابحة في مستنقع الأزمات التي تُولَد وتتجدد يومياً، وأثّرت بشكل كبير على حياة الليبيين في السنوات الأخيرة في ظل انقسام المسؤولين الليبيين، فيما يبدو أن المشهد الليبي بات محصوراً بين “مغامرة السراج” و “مُقامرة الدول”.