الرياضة الليبية بعد فبراير.. نجاحات وإخفاقات
خيري القاضي
لم تتغير خارطة الرياضة الليبيّة كثيرا بعد ثورة السابع عشر من فبراير على صعيد الإنجازات والألقاب إذا ما استثنينا فوز المنتخب الوطني ببطولة الشان والأهلي بنغازي بالبطولة العربية لكرة السلة وتألق منتخب القوة البدنية وصغار المواي تاي وبعض الإنجازات الفردية.
وإن كان هنالك تغيّرات إيجابية فأهمها تحرّر اللاعبين الليبين من القيود واحترافهم بشكل كبير وأكبر برهان وجود ثمانية محترفين في المنتخب الأول حاليا، وأيضا أصبح للأندية حقّ اختيارِ مُسيّريها ومرؤسيها من خلال انتخاباتٍ باختيار الجمهور، خلافاً للسابق إذ كان يُفرض على الأندية من يسيرها.
رجوع رياضة الملاكمة بعد توقف دام ثلاثة وثلاثين عاما ربما الحدث الأبرز للرياضة الليبية بشكل عام، وما فعله مالك الزناد مؤخرا ما هو إلا استعادة لأمجاد الآباء الأوّلين في هذه الرياضة قبل عقود مضت.
ومثلما هنالك انفراجٌ وتغيّرٌ للأفضل كان هنالك تراجعٌ، فقبل الثورة كانت البنية التحتية متواضعة أما الآن فتكادُ تكون معدومة إضافة إلى خلوّ المدرجات من الجمهور وهي السّمَة الأبرز للكرة في ليبيا، خاصة مع حرمان الفرق الليبية والمنتخبات من اللعب في ليبيا منذ ست سنوات، وهو ما أرهق الفرقَ والمنتخبات والوفود الليبية.
أيضا تَوقُّفُ الدوري الليبي لأكثر مِن نسخة وعدمُ انتظامِ الرزنامة وبعضُ الصراعات في الاتحادات الرياضية، من السلبيّاتِ التي ظهرت بعد الثورة .أمّا الأمر الأكثر مرارة فهو زيادة التعصب بين الجمهور الرياضي بشكل كبير… وكبير للغاية.
وبالنظر إلى الربع الأول من هذا العام تبدو الرياضة الليبية في طريقها للتعافي في انتظار فكّ الحظر عن الملاعب الليبية لترجع الأمور إلى طبيعتها.