الرئيس التونسي يبعث رسالة طمأنة: لن أتحول إلى دكتاتور
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أنه لن يتحول إلى دكتاتور، مشددًا على معرفته بالنصوص الدستورية واحترامها، بينما حذر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي من خطر انتشار الفوضى والإرهاب الذي قد يصل لحدود أوروبا.
ووجّه “سعيد” رسالة طمأنة جديدة عبر تصريح له أكد فيه أنه لن يتحول إلى دكتاتور، بعد إمساكه بزمام كل السلطات الحاكمة، مبررًا تحركه في هذا الاتجاه، بحالة الطوارئ الوطنية، رغم الانتقادات التي وجهها منتقدوه، ووصفوا فيها ما قام به بالانقلاب.
وأضاف “سعيد” في تصريحاته الأخيرة، أنه يعلم جيدًا النصوص الدستورية ويحترمها ودرسها، ولن يخالفها بعد كل هذه المدة، بحسب ما يدعيه البعض.
وفي المستجدات؛ أعلن مصدر قضائي في تونس، توقيف أربعة أشخاص ينتمون الى حركة النهضة، بينهم عضو في مجلس الشورى، وعضو في طاقم التشريفات التابع لرئيس الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، وآخر كان حارسه الشخصي سابقًا، ألقت القبض عليهم فرقة مكافحة الإجرام، بعد شكاوى عن اتصالهم بأشخاص من حي شعبي مجاور لمقر البرلمان؛ بهدف التزود بعصي للقيام بأعمال عنف يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.
ومن المقرر خضوع أولئك للتحقيق حول التهم الموجهة لهم.
رجال الأمن قاموا أيضًا، وبعد أيام من قرار الرئيس رفع الحصانة عن جميع النواب؛ باعتقال عضو البرلمان ياسين العياري من منزله، وفقًا لقضية ضده منظورة في المحكمة العسكرية منذ 2018 بتهمة المس بكرامة الجيش، كما سبق للعياري أن وجه انتقادات متكررة للرئيس سعيد واتهمه بتنفيذ انقلاب عسكري، في وقت تعهد فيه سعيد بدعم حريات وحقوق التونسيين.
الغنوشي، وفي إطار محاولاته حشد الدعم لموقفه الرافض لإجراءات الرئيس، ودفع المجتمع الدولي للضغط أكثر على سعيد من أجل التراجع عن قراراته، حذر مما وصفها بهجرات واسعة النطاق نحو أوروبا، مع إمكانية وصول نصف مليون تونسي إلى السواحل الإيطالية خلال مدة قصيرة، في ظل تزايد حالة عدم الاستقرار في البلاد، ملوحًا في حديث مع صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية، باحتمال انتشار الفوضى والإرهاب الذي يمكن أن ينتقل أيضا إلى أوروبا.
وفي المواقف الدولية من الأوضاع في تونس؛ أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد أكد له أن القرارات الاستثنائية التي اتخذها، تهدف إلى إعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي.
بلينكن، وفي تصريحات له من الكويت التي يقوم بزيارة رسمية لها؛ شدّد على ضرورة أن يقرن الرئيس سعيد هذه الأقوال بالأفعال، خاصة بإعادة فتح البرلمان، منوها بأنه حثه على “احترام المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان”، وجدد الوزير الأميركي موقف بلاده الداعم لتشكيل حكومة على الفور، قادرة على تلبية احتياجات الشعب التونسي، كما انتقد ما وصفها بالقيود المفروضة على وسائل الإعلام في تونس، داعيا إلى دعم حقوق الصحافيين واحترامها.