“الدولة العميقة” في الجزائر تتهيأ لـ”رئيسين سرّيين”
218TV|خاص
اسمان في الجزائر يجري تداولهما ضمن كواليس دولية لم تُخصّص وقائعها للتداول الإعلامي طيلة الفترة الماضية، وهي التي سيطرت عليها احتجاجات غاضبة للشارع ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة “المُعتل والمريض” منذ سنوات، والذي لا يظهر إلا نادراً في السنوات القليلة الماضية، إذ يُعْتقد بحسب مصادر جزائرية أمكن لموقع قناة (218NEW) التواصل معها أن “الدولة العميقة” في الجزائر لديها “الخطة ب”، فيما إذا اضطرت للتراجع عن طرح اسم بوتفليقة لولاية رئاسية جديدة، هي الخامسة له منذ أن أصبح رئيسا للمرة الأولى عام 1999.
في جعبة “الدولة العميقة” أسماء شخصيات سياسية وأمنية لها حضور بارز في تاريخ الجزائر، فقد جرى “جس نبضها” وفقا للمعلومات لإمكانية قيادة الجزائر في مرحلة ما بعد بوتفليقة، والإشراف على إصلاحات سياسية عميقة في المشهد الجزائري، الذي استقر خلال العقدين الماضيين، من بعد عقد كامل شهد أزمة دامية قتلت نحو مائتي ألف شحص، وأخفت عشرات الآلاف وفق تقديرات غير رسمية، فأولى الأسماء التي فتحت “الدولة العميقة” معها “خط تفاوض” بشأن المرحلة المقبلة هو اليامين زروال الذي سبق له أن سلّم السلطة لبوتفليقة عام 1999 بعد أن أدى كـ”جنرال محترف” دورا رئيسيا في “إطفاء الحريق الجزائري”، فيما كان له “وزن كبير” داخل المؤسسة العسكرية كأحد أبرز ضباطها.
ورغم أن اسم اليامين زروال قد اختفى تماما عن التداول منذ أن غادر السلطة، وفيما تتضارب الأنباء بشأن الوضع الصحي له، فقد تلقى طيلة السنوات الماضية دعوات شعبية للترشح، باعتباره الرئيس الزاهد بالسلطة، والذي صوّت له الجزائريون عام 1994 بكثافة ليكون ثالث رئيس جزائري منتخب، فقد استعانت به المؤسسة العسكرية لإدارة البلاد في يونيو 1992 بعد دخول الجزائر في اضطرابات دموية، فيما أظهر زروال انحيازا للديمقراطية بإصراره على إجراء انتخابات رئاسية رغم الأزمة السياسية والدموية التي قتلت الآلاف.
فاجأ زروال الجزائريين بتسليمه للسلطة، وبإعادة كل امتيازات نالها سابقا من منصب الرئاسة من قصور وسيارات وموظفين، بعد أن خسر منصب الرئاسة عام 1999 لصالح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع دخول الجزائر فترة هدوء ومصالحات، لكن جزائريين كُثُر يجهلون الوضع الصحي لزروال، مثلما يجهلون ما إن كان هذا التعتيم جزء من “اتفاق” مع “الدولة العميقة” لإعادة إنتاجه سياسيا عند منعطف سياسي حاد آخر.
في سلة خيارات “الدولة العميقة” فإن اسم الجنرال زروال ليس وحيداً، فإلى جانبه يظهر اسم وزير الخارجية السابق الأخضر الإبراهيمي الذي له احترام كبير جزائرياً ودولياً، فعدا عن خبرته الدبلوماسية الواسعة والكبيرة، فإنه لم تظهر له أي صلة بملفات جدلية في الداخل الجزائري، عدا عن أنه لم يشغل أي منصب رسمي بعد أن غادر وزارة الخارجية عام 1993، فيما اختارته منظمة الأمم المتحدة طيلة العقود الثلاثة الماضية كمبعوث أممي إلى العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان وجنوب أفريقيا وهاييتي واليمن وزائير، لكن الوضع الصحي للإبراهيمي البالغ من العمر 85 عاماً ليس معروفا بدقة خلال السنوات القليلة الماضية.