“الخبزة” تُعمّق الخلافَ بين “الكبير والسراج”
أعادت أزمة الخبز الخلافات المتكرّرة بين رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، للواجهة، وهي انعكاسٌ لحالة التوتر، التي تعيشها السلطة التنفيذية في العاصمة.
وحمّل “الرئاسي”؛ مسؤولية إدارة أزمة الخبز على المصرف المركزي، الذي اعتبره مُقصّرًا في منح اعتمادات كافية لاستيراد الدقيق، مُهدّدًا باستخدام أموال النفط المجمّدة في المصرف الخارجي للقيام بتوريد الدقيق للمخابز، مُعتبرًا أن الأمر يُهدّد الأمن والسلم الاجتماعيين.
ويرى مراقبون أن “السراج” يتحامل على “الكبير”، نظرًا لأن جزءًا من المسؤولية يقع على دور وزارة الاقتصاد التي تملك أدوات دراسة السوق ونسبة احتياطي الدقيق، معتبرين أن “الرئاسي” يُحاول استغلال الأزمة سياسيًا لتضييق الخناق على “الكبير” صاحب المناكفات المتكررة مع “السراج”.
من جانبه، ردّ “الكبير” على كتاب “الرئاسي”، مُنبّهًا إلى أن استخدام الإيرادات المجمدة يعدّ مُخالفًا للقانون وتعديًا على السياسة النقدية، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أن المركزي منح اعتمادات تتناسب مع حاجة المواطنين من الدقيق.
وعزّز “المركزي”؛ ردّه على “السراج” بالإشارة إلى أن المصارف التجارية عملت على فتح اعتمادات للتجّار منذ الثالث من يناير الجاري، وفقًا لقرار مجلس الإدارة القاضي بتعديل الصرف الرسمي عند 4,48 دينارًا للدولار الواحد.
وتأتي هذه الصراعات؛ في الوقت الذي يصعب فيه على المواطن الحصول على رغيف الخبز، الذي ارتفع سعره بمعدل الضعفين، وباتت الأرغفة الثلاثة تُباع بدينار، تزامنًا مع إغلاقات كثيرة لأغلب المخابز في طرابلس، والبالغ عددها 680 مخبزًا، وسط مُناشدات يومية من قبل المواطنين بشأن تحسين الخدمات ومستوى المعيشة.