الحلي الفضية في غدامس.. فن أصيل يكافح للبقاء
تحتل الصناعات الفضية حيزا كبيرا في التاريخ الليبي وخصوصا بجوهرة الصحراء غدامس، وتتميز حرفة صناعة وصياغة الحلي الفضية بالحس الفني الثري وتتفرد بذوق رفيع ينم عن فن أصيل يعكس ثقافة المجتمع.
وحيث تزخر مدينة غدامس بالعديد من الصناعات والحرف التقليدية ومنها صناعة مشتقات النخيل وايضا صناعة وخياطة المشغولات الجلدية، بالاضافة الى حرفة وصياغة الحلي الفضية التقليدية.
مصطفى الوحشي، أحد الذين توارثوا هذه الحرفة أبا عن جد ومن جيل الى جيل، وساهم في الحفاظ على المورث الثقافي الثري والذي تمتاز بها مدينة غدامس، ورغم المردود المالي الضعيف وقلة طلب الزبائن على هذه الحلي بسب الضائقة المالية التي تمر بها البلاد، إلا ان الوحشي تحدى جميع الصعوبات وراهن على الاستمرار وعزاءه في ذلك هو الحفاظ على هذه الحرفة وتناقلها من جيل الى جيل، وفق ما صرح به لقناة (218).
وتحظى صياغة الحلى الفضية بشهرة عربية وعالمية واسعة نظرا لجمالها ودقة صناعتها، حيث مازالت النساء بمدينة غدامس يستعملن ويرتدين هذه الحلى الفضية بالمناسبات الاجتماعية والأفرح، حيث تعتبر الحلي الفضية من المرتكزات الأساسية للباس التقليدي للنساء بمدينة غدامس.
كما تعتبر صناعة الفضة من الصناعات الحرفية الأصيلة التي تعكس الوجه الحضاري للبلاد وتؤكد تمسك الإنسان الليبي والغدامسي بجدوره العريقة، وعليه لا بد من الاهتمام بهذه الحرفة وتوفير الإمكانيات للصاغة ومساعدتهم وتقديم يد العون من الدولة لهولاء لكي نحافظ على هذا المورث الحضاري وعلى هذه الحرفة من الزوال أو الاندثار.