الحركة بركة
مشعل السديري
الدول الناهضة هي التي لا تستهين بالمهن اليدوية، بل إنها تعتمد عليها. وعلى سبيل المثال لا الحصر فمن أهم المهن التي تبحث عنها الأسواق بجدية هي المهن التي تقوم على الأعمال اليدوية وأصبحت ساعة عملها مجدية جداً.
منها مثلاً: صيانة الأجهزة الإلكترونية، صيانة السيارات بجميع أجزائها، صيانة المنازل وتنظيم الحدائق، سباك، كهربائي، سائق توصيل حسب المواقع الإلكترونية، أعمال المقاهي والكشكات المتحركة، البقالات الصغيرة في الأحياء والمدن الصغيرة والقرى، الخضراوات والفواكه والأعلاف وتسويقها بطرق إبداعية جديدة كتزويد المطاعم والفنادق، التغليف سواء كهدايا أو تغليف الأغذية بطرق علمية، وتوجد معاهد تستطيع أن تساعد الشباب على تطوير أنفسهم والاعتماد على سواعدهم، لعمل أعمال تجارية مربحة تتطور مع الوقت وتصبح شركات صغيرة لتكبر.
ومن مميزات هذه الأعمال، رأس مال بسيط مع جهد يستطيع الشاب القيام به، ولديه أفق إبداع كبير جداً بحيث إن المتخصص يستطيع أن يسوق لمنتجات تخصصه ويزيد أرباحه.
وقد سلط موقع الـ(بي بي سي العربية) في تقرير مطول الضوء على عدد من الحرف والمهن لم تعرف بين الناس أنها ربما تدر دخلاً مادياً أفضل من الكثير من المهن كالطب والهندسة والمحاماة.
ونقلاً عن أحد كتاب موقع كورا (QUORA) الإلكتروني، تصوروا أن الشخص المسؤول عن تشغيل المصعد الخارجي في موقع بناء بمدينة نيويورك يتقاضى راتباً أكبر من جميع المشرفين والمديرين في العمل، وتناول الموقع مهناً وأعمالاً أخرى تدر دخلاً كبيراً.
وفي مقال طريف تطرق الكاتب المرموق (عبد الله بن بخيت)، إلى تجربة شاب في بيع الفول، ولكي يرد على كل من تسول له نفسه على التهكم، إذ قال: إذا أردت أن تعرف هذه الحقيقة فقم بزيارة مطعم فول من الساعة السادسة صباحاً إلى التاسعة مساء، بالكاد تحصل على طاولة تجلس عليها، حيث لا تكلف الوجبة أكثر من ستة ريالات، لكن عدد الزبائن أكثر من مائتي شخص، وتكاليف المواد والإدارة متدنية.
فأجواء مطاعم الفول غير مهيأة للجلسات الطويلة، فالطاولة الواحدة تستضيف عشرات الزبائن في اليوم الواحد.
أقول قولي هذا مستغرباً غياب الشباب عن امتلاك مثل هذه المطاعم، فالمطاعم الشعبية البسيطة أكثر ربحاً من أي نشاط تجاري آخر يعمل في تجارة التجزئة، ولو عاد بي الزمان إلى أيام التطلعات لتركت الكتابة وفتحت مطعم فول، أو أن أجمع بين المهنتين وأكسب الحسنيين -انتهى.
وإنني بدوري أتمنى من أخي عبد الله أن يشركني معه، فقد ثبت بالدليل القاطع خطأ مقولة: إن صاحب مهنتين كذّاب.