الجضران من “هارب” إلى “مُهاجِم”
218TV|خاص
ما إن ينجلي غبار العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني ضد العصابات الإرهابية المُهاجِمة ل”قوت الليبيين” في منطقة الهلال النفطي، فيما لا تزال الصورة غير واضحة فإن الليبيون قد يُديرون “البصر والبصيرة” صوب ظاهرة إبراهيم الجضران التي “تورمت” كثيرا في العامين الأخيرين، فمنذ “الحادي عشر من سبتمبر.. ليبياً” قبل نحو عامين حين استعاد الجيش الوطني في عملية عسكرية مباغِتة و “من دون قطرة دم واحدة” منطقة الهلال النفطي، التي كان الجضران يصول ويجول فيها، وكان أيضا “الحاكم بأمره”.
لم ينس الليبيون “الصورة الصادمة” للمبعوث الأممي السابق إلى ليبيا مارتن كوبلر حينما ذهب للقاء الجضران، إذ أظهرته الصورة “فاغراً فاهه”، و “فاتحاً ذراعيه”، وأيضا “مُسْرِعاً الخطى” تجاه الجضران لاحتضانه، وهو ما أطلق تساؤلا هامساً وقتذاك ما إذا كان الجضران الذي وُصِف ليبياً عدة مرات بأنه “مارق وزعيم عصابة” يحظى بمستوى ما من “غطاء دولي” يحميه، وإلا فإن السؤال الذي يفرض نفسه: “أين كان الجضران؟”، مع “تغريبته النفطية” التي طالت نحو عامين، ظل خلالها مختبئاً، فيما الثابت أن هناك من “غطّى هربه”، وهناك أيضا من “هرّبه”، بما يُعقّد مسألة وضع “أجوبة وافتراضات”.
بعد أن وضع الجيش الوطني اليد على المنشآت النفطية في سبتمبر، وأعاد تسليمها للمؤسسة الوطنية للنفط، كان لابد ل”فقاعة الجضران” أن تنتهي، وأن يظل هارباً، ومُحْتمياً ب”غطاءات محلية مصلحية”، لكن أن يعود بـ600 سيارة عسكرية مُصفّحة، وأن يحظى ب”قدرات إلكترونية للتشويش”، وأن يستطيع “جمع عُرُم إرهابيين” من كل المناطق، فإن هذه الظاهرة تُعلّق “جرس الخطر”، فمن يضمن ألا يهرب الجضران مُجددا اليوم.
ما ينبغي التوقف عند دلالاته على هامش المعركة العسكرية ليس الجضران ك”أداة عند اللزوم”، بل ينبغي البحث أفقياً وعمودياً عمن “يُموّل ويُخطّط ويأمر” الجضران ليحرق قوت الليبيين، وآخر “شريان للحياة” يربطهم ب”حياة الحد الأدنى”..