الجريمة والفكر الجهادي.. خيط رفيع
ترجمة خاصة
تصدرت صورة الانتحاري الليبي سلمان العبيدي الذي فجر نفسه منذ شهرين في احتفال غنائي في مانشستر مقالا لريتشل سلفستر في صحيفة التايمز اللندنية، الذي يبدأ بإعلان تنشره جماعة تطلق على نفسها اسم “راية التوحيد” تنشط في بريطانيا وأوروبا، وتضع في صفحتها على فيس بوك صورة لرجل مقنع يرتدي ملابس سوداء ويحمل على كتفه مدفعا رشاشا. وتقول الكاتبة إن علينا إعادة النظر في مسألة الجريمة والإرهاب. لأن المتطرفين ينشطون في تجنيد مجرمين في صفوفهم، ويقدمون لهم وعودا بالتحرر من خطاياهم السابقة إلى جانب أجواء الرفقة الجهادية، ومن يقومون اليوم بجرائم الطعن أو الهجوم بالأحماض سيكونون إرهابيي الغد. ومن هذا المنطلق لا يجب أن نضع من يرتدي حزاما ناسفا في الكفة نفسها مع بقية الجرائم المعتادة.
وتضيف أن انتحاري مانشستر سلمان العبيدي كانت له صلات مع ثقافة عصابات الشوارع من خلال عصابة شباب ليبيين في جنوب مانشستر. وأن مهاجم السوق في برلين كان يتاجر في الكوكايين. وأن الذي قتل اثنين في كوبنهاغن سُجن سابقا في عملية طعن قبل إعلانه الولاء لتنظيم داعش في 2015. وأن كولبالي الذي قتل 4 أشخاص في باريس في 2015 كان متورطا في سرقات وتجارة المخدرات. وأنه قال مرة “السجن هو أفضل مدرسة لعينة لتعليم الإجرام.”
وتقول الكاتبة إن الشخص نفسه يكون معرضا للانجراف إلى عالم الجريمة أو عالم الإرهاب، وترى أن هناك ضرورة لاستخدام أساليب أكثر تماسكا لمعالجة الجريمة والإرهاب على حد سواء.
كما تشير إلى تقرير أعده المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي بجامعة كينغز كوليدج لندن يتناول حالات التداخل بين “تجنيد الشبان لمنظمات إرهابية أو لعصابات إجرامية”.
حيث تبيّن من تحليل 79 حالة من المتطرفين الأوروبيين أن أكثر من نصفهم كانوا ضالعين في قضايا جنائية تتراوح بين الجرائم الصغيرة وجرائم العنف قبل أن يتحولوا إلى إرهابيين، وأن معظمهم قد جندوا في السجون.
وأن ثلثي المقاتلين الأجانب من أصل ألماني لديهم ماض جنائي، بينما تبلغ النسبة النصف في حالة المتطرفين من أصل بلجيكي و 60 % في حالة الهولنديين والنرويجيين.
قائد شرطة بروكسل وصف تنظيم داعش بأنه “عصابة كبيرة” وقال لمركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة عام 2015 إنه قد جرى تحول في الفترة الأخيرة، فبينما كان يجري جر الإسلاميين إلى التطرف أصبح التوجه الحالي جر المجرمين إلى القضايا الجهادية.
ويورد المقال مثالا على وضوح العلاقة بين الإرهاب والإجرام، وهي حالة أخوين من مانشستر، أحدهما انتهى عضوا في تنظيم داعش قتل في سوريا في غارة لطائرة بدون طيار، بينما انضم الثاني إلى عصابة مخدرات وسرقة وحكم عليه بالسجن.