الثنائية الرومانسية الكروية
إسماعيل كمال
لعل التفاهم الذي صنعه مدرب توتنهام جوزيه مورينيو بين كل من هاري كين وسون هيونغ مين هو سر تألق الفريق اللندني في الموسم الحالي من ناحية الأداء رغم بعض التعثرات، فأغلب المحللين انتقدوا مورينيو مؤخراً بعد استلامه القيادة الفنية للسبيرز وعدم قدرته إيصال الفريق إلى دوري أبطال أوروبا رغم أنه وصل إلى مهمته وتوتنهام يحتل المركز الـ14 خلال الموسم الماضي لينهي الموسم في المركز السادس بفارق 7 نقاط عن مركز مؤهل لأبطال أوروبا .
الموسم الجديد شهد تغييراً في فلسفة مورينيو لأول مرة أتابعه فيها منذ عام 2003 أصبح الفريق لديه القدرة على التسجيل وصناعة الفرص وتغيير مراكز اللاعبين والحدة والفضل الرئيسي في الملعب يعود إلى الثنائي الفتاك هاري كين وسون مين.
وجد “السبيشال وان” ضالته في هذا الثنائي وصنع بينهما تنافساً من أجل التسجيل وإهداء وصناعة الأهداف والفرص مع اختفاء فكرة المهاجم الصريح في كرة القدم الإنجليزية والأوروبية في المواسم الأخيرة .
علاقة نجمي توتنهام هاري كين وسون هيونغ مين أشبهها كثيراً بعلاقة الحب المثالية التي من المفترض أن تنتهي بأفضل طريقة ممكنة، فاللاعبان يلعبان سوياً منذ فترة وكل منهما من بيئة مختلفة وثقافة مختلفة، هذا الاختلاف يعتبر صحياً إن لم يتعدَّ حدود التفاهم والانسجام وحينها سيولد طاقة كبرى وتألقاً .
المؤشرات التي تحيط بالعلاقة المتفاهمة والمنسجمة في توتنهام تؤكد بأنها من أنجح الثنائيات التي يقدم فيها الطرفان الحب بدون أنانية وهذا ما يقدمه هاري إلى سون بصناعته للأهداف بشكل غير مسبوق رغم أنه المهاجم الصريح والرئيسي فالنجم الإنجليزي سجل 6 أهداف وصنع خلال الموسم الحالي 8 أهداف في المجمل من بينهما 7 أهداف لزميله سون هيونغ مين فيما اللاعب الكوري الجنوبي الذي يلعب في مركز المهاجم الأيسر والمساند لكين في الرسم التكتيكي في بعض الأحيان هو متصدر قائمة هدافي البريمرليغ برصيد 8 أهداف بفضل الشريك المفضل هاري كين بالطبع الذي وصلت نسبة صناعة الأهداف إليه 87% خلال الموسم الحالي وهو ما جعلني أوصف تألق هذين اللاعبين بالثنائي الذي أعاد شباب مورينيو .
علاقة الحب المتبادلة داخل السبيرز لا تتوقف عن العطاء وها هي اليوم من أفضل الثنائيات في تاريخ كرة القدم الإنجليزية بعدما أسهما سوياً بتسجيل 29 هدفاً في مسيرتهما بالبريمرليغ ليصبح هذا الثنائي خلف ثنائي تشيلسي السابق فرانك لامبارد وديديه دروغبا اللذين ساهما بتسجيل 36 هدفاً .
نعم هي العلاقة التي ما زالت تواصل النجاح بكل امتياز لأنها مربحة للطرفين ذهنياً ومعنوياً ورقمياً وهي علاقة تثمر أفضل النتائج للفريق اللندني الأبيض، وربما سنرى في المستقبل هذا الثنائي من بين الأفضل تاريخياً في الدوريات الخمس الكبرى.