“التونسيون”.. من داعش إلى تهريب “الآثار الليبية”
قد تكون الأنظار اتجهت أمس واليوم إلى “إرهابي الواحات” الليبي الذي شارك في هجومٍ راح ضحيته “11” ضابطا مصريا وأربعة مجنّدين، كحالةٍ نادرة ربما لجريمة إرهابية تثبت على ليبي في دولة أخرى، إذا ما استثنينا مؤخرا “العبيدي” في بريطانيا وبعض العمليات الأخرى، لكن تونس لم تسجل أية جريمة إرهابية حتى الآن كان الفاعل فيها ليبيّا.
بينما العكس صحيح، إذ رغم التحذيرات الأمنية التونسية من “الإرهاب الليبي” العابر للحدود، لم نر إلا إرهابا “تونسيا” عابرا لهذه الحدود، وتكرر كثيرا تورط إرهابيين من تونس في جرائم على الأراضي الليبية.
لكنها المرة الأولى التي يطال فيها الإرهاب التاريخ الليبي، إذ عرضت قناة “آم تونيزيا” الفضائية التونسية مساء أمس الخميس اعترافات لتشكيل إجرامي مكون من سبعة أشخاص يحملون الجنسية التونسية، قالت إن السلطات ألقت القبض عليهم بتهمة الاتجار وتهريب الآثار من ليبيا بطريقة غير مشروعة.
وقد بثّ برنامج “بلا قناع” في القناة تسجيلا لاعترافات المجرمين الذين حصلوا من ليبيا على لوحات فسيفساء رومانية نادرة، وأحجار زمرد ضخمة وثمينة، وتماثيل مختلفة ومخطوطات نادرة وتاريخية من الكتاب المقدس “التوراة”.
وتمّ ضبط العصابة في ولاية “زغوان”، حيث كان أفرادها يخبئون هذه الكنوز في منازلهم، وكانوا ينوون بيعها إلى أثرياء تونسيين، بمبالغ تتراوح بين “100” ألف و”25″ مليون دينار تونسي، لتدفع ليبيا ثمنا باهظا للحدود المشرعة في كل الجهات، وبعد أن كان الثمن من أرواح أبنائها، يمتد الإرهاب اليوم إلى تاريخها العريق الذي يروي قصة الحضارة التي بزغت منها يوما ما.