التشكيلات المسلحة تتعلّق بقشة “تركيا المتأرجحة”
يعتبر رهان التشكيلات المسلحة وحكومة الوفاق على الدعم التركي كبير جداً، لكن هذا الرهان قد لا ينجح خصوصاً وأن اقتصاد دولة كتركيا تضعفه تغريدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يضاف إلى ذلك العملية العسكرية في الشمال السوري.
وتلقى أردوغان ضربة استباقية من ترامب عبر تغريدة في فضاء “تويتر” خلقت عاصفة هوجاء جعلت العملة المحلية التركية تنزف قيمة وكبرياء بعد أن ظل المركزي التركي يضخ المليارات على هيئة سندات من أجل إظهار اقتصاده قويا
ما أحدثته تغريدة ترامب في نظام أردوغان المتأهب للتوغل في الأراضي السورية أكدت المأزق الذي نزل إليه الرئيس الداعم بقوة للتشكيلات المسلحة في طرابلس التي لطالما رأته عنتر زمانه، ومحارب الطواحين وناصر القضايا.
رهان التشكيلات المسلحة على النظام التركي في إطالة فترة وجودهم صار مهددا، فتركيا داخلةٌ على أزمة يترقبها العالم أجمع، وهي التي صدرت نفسها لحكومة الوفاق على أنها المنقذ لها، ظهرت بفعل تغريدة واحدة أضعف مما تصور من راهن على قوتها وقوة ترسانتها العسكرية .
اهتزاز صورة النظام التركي في أعين مناوئي القيادة العامة قد يكون الممر الذي يتسرب منه الشك إلى نفوسهم، وقد يجعلهم يفكرون في طرح بدائل عن تركيا، ومنهم من بدأ فعلاً وأصبح ينشر أسلحة ومعدات صربية مطالباً بإتمام التعاقد، ومنهم من اشتط وجنح بعيداً مطالباً بإبرام اتفاقات أمنية مع إيران التي يضيق الخناق عليها بفعل العقوبات الأميركية.
ويتساءل متابعون عن استمرار رهان التشكيلات المسلحة على أردوغان، وهل من المنطقي أن يفكر الأخير في ليبيا والمشاكل تتآكله وتنخر جسده من الداخل؟.