“البلاد” يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل المياه في ليبيا
طرحت حلقة برنامج (البلاد)، السبت، عدة تساؤلات حول مستقبل المياه في ليبيا، واستُضيف للحديث عن ذلك مدير إدارة المشروعات بجهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي المهندس عبد السلام بالأشهر.
سوء البنية التحتية
أوضح مدير إدارة المشروعات بجهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي المهندس عبد السلام بالأشهر، أن ليبيا في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي عانت من السحب الجائر للخزان الجوفي بالساحل الليبي.
هذا السحب الجائر تسبب في مشكلة كبيرة، وهي تداخل مياه البحر، إضافة إلى التلوث الحادث نتيجة سوء البنية التحتية بسبب عدم وجود شبكات للصرف الصحي، وكذلك محطات لمعالجة الصرف الصحي.
وأفادنا بالأشهر، أن قضية المياه شغلت الليبيين في مطلع الستينيات. وعند بداية استكشاف النفط لوحظ وجود كميات كبيرة من المياه أثناء التنقيب عن النفط في الجنوب الليبي. وبحسب الدراسات التي أجريت في بداية السبعينيات لإمكانية الاستفادة من هذه المياه، تم التعاقد في تلك الفترة مع مجموعة من المكاتب الاستشارية والمعاهد المتخصصة في البحث وتقييم دراسة الوضع المائي والأحواض المائية في ليبيا.
وبحسب ضيفنا، ليبيا تصنّف ضمن الدول الفقيرة من ناحية الإجهاد المائي والمقصود به (قلة وندرة الأمطار والمياه المتجددة المتمثلة في الأنهار أو مياه العيون)، وليس الفقر المائي. كان الغرض من الدراسات البحث في الجنوب الليبي على المياه الجوفية وبالتالي تم التعاقد على مجموعة من الشركات العالمية الفرنسية والأمريكية والبريطانية والشركات المصرية. وأسفرت نتائجها عن وجود كميات كبيرة من المياه في الخزانات الجوفية في الجنوب الليبي ومنطقة الحوض النوبي، وكذلك حقل آبار السرير وتازربو وجبل الحساونة وسهل الجفارة.
وأكدت الدراسات الأخيرة في نوفمبر 2011، أن توجه ليبيا لإنشاء النهر الصناعي توجه واقعي واستراتيجي. ذلك أن المشروع سيقلل من الفجوة المالية الموجودة.
الاعتداءات والابتزاز
وعن سؤال “البلاد”، هل مشروع النهر الصناعي بوضعه الحالي قادر على توفير المياه للمدن التي من المفترض أن تصلها مياه المشروع؟ أجاب المهندس عبد السلام بالأشهر: حاليا تم إنتاج في حوالي 11 مليار متر مكعب منذ بداية تشغيل المشروع 1993، في مرحلته الأولى تم إنتاج 5,6 مليون كيلو متر مربع إلى الآن، تم إنتاج من المرحلة الثانية في حدود 6 مليار كيلومتر مربع.
حالياً مشروع النهر الصناعي يُغذي نسبة 70٪، من المدن الليبية وفي حالة عدم وصول المياه إلى بعض المدن لا يعني أن مشروع النهر هو المسئول، وإنما بسبب سوء البنية التحتية وشبكات الإمداد في المدن. وحالياً تم خروج أكثر من 160 بئراً في منظومة جبل الحساونة وسهل الجفارة بسبب الاعتداء وسرقة المحولات الكهربائية. أيضاً ابتزاز وخطف الموظفين في مواقع حقول الآبار ودخول داعش في حقل تازربو وقتل بعض المستخدمين.
وأكد ضيفنا: سوء البنية التحتية الموجود وعدم وجود شبكات للمياه والاعتداءات على مشروع النهر الصناعي. مثلاً اجدابيا ـ طبرق لا تصلها مياه النهر الصناعي، علماً أن المواطنين في تلك المنطقة ساهموا في تمويل المشروع. مشروع النهر لا يعتمد على الخزانة العامة في تمويله. عندما تم إنشاء المشروع 1983، بقرار من المؤتمر الشعبي العام صدر القانون رقم (10)، الخاص بالتمويل على أساس يكون من الرسوم غير مباشرة.
وبحسب ضيفنا، كميات المياه المحصورة في الخزانات الجوفية تكفي آلاف السنين. ولكن المشروع تعرّض بعد العام 2011، للتهميش من قبل الحكومات المتعاقبة. بحسب قوله.
من جانبه، يقول مدير المركز الفني للمكامن الجوفية في مشروع النهر فوزي الشريف: مشروع النهر الصناعي هو المصدر الوحيد للمياه في ليبيا، مضيفا: الكلام عن المشروع والدفاع مسألة من المفترض أننا تجاوزناها.
ويتابع: ليبيا عبر التاريخ مصدر المياه فيها هو المياه الجوفية المتوفرة بكثرة، وهي مصدر اقتصادي سواء في الساحل الليبي أو في الجنوب، وقضية المياه في ليبيا قديمة باعتبارنا منطقة شبه صحراوية ومنطقة مصنّفة جافة حسب التصنيف العالمي للمياه.