البعثة والقرار 5510.. خطوة مُنتَظرة في الوقت المناسب
تقرير | 218
لطالما كان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة كثير الشكوى والتذمر أيضا من التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، خصوصا وأنها أخذت طابعا سلبيا ساهم بشكل مباشر في تأزيم الوضع وتعقيد مهمة البعثة الأممية التي جاء سلامة من أجل تبسيطها وتسهيلها وتقديم حلول من خارج الصندوق.
لكن هذا التذمر والإحباط قد يتحول إلى العكس بعد قرار مجلس الأمن الأخير 5510 الذي تم قبل يومين بتصويت 14 دولة وامتناع روسيا، فالبعثة سارعت عقب هذا التصويت بساعات إلى إعلان ترحيبها بالقرار حيث اعتبرته رسالة قوية إلى الشعب الليبي بأن مجلس الأمن يدعم الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار والمضي نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
ومن خلال التتبع لسير الأحداث يظهر أن توقيت القرار يخدم مساعي البعثة في تحقيق أهدافها المعلنة خصوصاً وأنها بدأت في تفعيل المسارين (العسكري والاقتصادي) في انتظار المسار السياسي الذي سوف يكون كثير التعقيدات، لكن التعقيدات قد يذهب جزء منها باستغلال البعثة لورقة القرار الأممي الذي يطالب جميع الدول الأعضاء بالامتثال التام لحظر التسليح ويؤكد الحاجة إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار.
قرار أممي سيكون المستفيد الأكبر منه هي البعثة التي تريد أجواء ملائمة للعمل في ليبيا بعيداً عن المتناقضات الدولية، لكن التحدي الكبير يظل في الترجمة العملية للقرار الأممي لأنه إذا لم ينتج عنه واقع على الأرض فإن مصيره سوف يكون كمصير القرارات الأممية الكثيرة التي صدرت حول سوريا والتي بقت مجمدةً ، فظل القتال الدامي هو الفيصل بين المتخاصمين.