البرلمان و “رئاسي الوفاق” : شكر الله سعيكم!
218TV.net خاص
حمزة جبودة
في الوقت الذي يوقع فيه المجلس الرئاسي مذكرة تفاهم مع الحكومة الإيطالية، تعيش المناطق في ليبيا، توتّرًا أمنيا واشتباكات مسلحة أدّت إلى مقتل العشرات وتهجير السكّان، في مشهدٍ دراميّ ودمويّ مُتكرّر، يدفع ضريبته المواطن وأسرته.
فجنزور مثلاً، لم يهدأ أهلها مند يوم الخميس الماضي، جرّاء الاشتباكات المسلحة في محيط المنطقة، الأمر الذي جعل الدراسة تتوقف بحسب ما أعلن مسؤول التربية والتعليم بالبلدية. وحين نتكلم عن توقّف الدراسة، فهذا الأمر تحديدا أصبح عُرفًا تقليديا، في دولة مسؤولها لا يفهمون معنى العلم ولا حتى المعرفة.
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد حاول البعض أن يجعل من جبل نفوسة بؤرة جديدة للصراع والفتن، الأمر الذي جعل المدينتين ككلة والزنتان تتجاوزان هذ،ا وتلجآن للمصالحة، لتقطعا الطريق على من لا يريد لهما السلام، وتبدآن طريقهما في خطى ثابتة، وإصرار على تجاوز الخلافات.
كل هذا يأتي تزامنا مع ما تمرّ بهِ سبها، التي تشهد اشتباكات مسلحة هي الأخرى، سبها التي تملك المركز الصحي الوحيد، الذي يعمل في الجنوب بشكل عام.. نعم المركز الصحي الوحيد!
وليس ببعيدٍ عن هذه الفوضى، التي يُقابلها المجلس الرئاسي، بمذكرة تفاهم مع الإيطاليين، مُتناسيا التفاهم مع شعبه ، يأتي مجلس النواب ليُكمل دائرة الغياب التام، الذي جعله ينشغل في عقد جلسته اليتيمة مند عام ونيف.
وتيرة مُتسارعة للأحداث الدامية، تُقابلها بيانات خجولة ومُغايرة، كان آخرها بيان المؤتمر الوطني العام السابق، حين ثمّن جهود أحد الأطراف في النزاع المسلح، دون أن يذكر بحرف من قتل ومن هُجّر من بيته، وكأنه يقول: هذا زمني الذي عهدته، فوضى وغياباً للعقل.
كل ما ذكرناه، يندرج في قائمة الإنجازات، التي بدأها المؤتمر الوطني السابق، واستمر فيها مجلس النواب، الذي أصبح فندقا رديئًا لنوابه، ليكمل من بعد هذه الأجسام، المجلس الرئاسي، الذي وقّع قبل يوم مذكرة تفاهم مع من كان في السابق سببًا في توحيد الليبيين!