“الانتخابات” .. وصدى حلم دولة القانون التائه
218TV| خاص
هدى المزوغي
تجربتان من الانتخابات مرت على المواطن الليبي، لم يجن من ورائها إلا ساعات الظلام التي تُخيّم بأثقالها النفسية عليه وعلى أسرته يومياً بالساعات، بل بالأيام أحيانا، إضافة إلى عملته النقدية التي تستمر في ملاحقة القاع أمام سعر الدولار، لترتفع نتيجة لذلك أسعار أبسط وأهم احتياجاته اليومية التي استغنى عن أغلبها لمُجاراة وحش الغلاء الفاحش، كل محطات الإختناق المعيشية هذه وسط غياب مشاعر الأمن والاستقرار التي اكتفى المواطن الليبي بتعليق صورها على حائط الذكريات، كل هذا وغيره كثيراً من المُختنقات اليومية، كان مُبرّراً لدى بعض الليبيين في تسرّب أفكار التشاؤم وعدم الاكتراث لما هو قادم، مُتناسين أن ما يحمله مُستقبل ليبيا من إيجابيات وسلبيات سيعود أوّلاً على أبنائهم وكافة الأجيال القادمة.
وفيما يخص تسليط الضوء نحو أفكار الشارع الليبي تجاه قرار انطلاق عمليات التسجيل ضمن السّجل الانتخابي الصادر عن المُفوضية الوطنية العليا للانتخابات في الـ6 من ديسمبر الحالي، اختلفت آراء الليبيين في مواقع التواصل الاجتماعي حول مُجريات هذه المرحلة الحاسمة، والتي عكس الكثير منها تمسك فئة واسعة بينهم بالأمل في الرّسو بليبيا على بر الاستقرار والأمان، وإلباسها ثوب القانون الداعم للمبادىء الإنسانية.
وتشبّث كثيرون وبقوّة بمبدأ أن صناديق الاقتراع الكفيل الوحيد بقطع الطريق أمام الأذرع التي غاصت عبثاً في ليبيا وكانت المُستفيدة الوحيد من تشتّت ليبيا سياسياً وأمنياً و اقتصادياً.
ومن زاوية أخرى، أبدى البعض استغرابه من الانتقال إلى هذه المرحلة الفاصلة قبل الانتهاء من مسودة الدستور، مؤكّدين استمرارهم في مقاطعة الانتخابات إلى حين اعتماد دستور رسمي تتم على أساسه العملية الانتخابية، إلا أن ما يجهله هؤلاء أن إدراجهم لأسمائهم ضمن سجل الانتخابات في هذه الفترة لن يجعل من تصويتهم في الانتخابات المُنتظرة أمراً إجبارياً، بل سيجعل من صوتهم مسموعاً وضمانه لحقّهم في المُشاركة وتحديد مصير ليبيا وقت الحاجة إلى ذلك.