الانتخابات وسيلة وليست هدفاً
محمد عمر أحمد بن جديرية
أيهما يُمثل أولوية قصوى؛ موعد الانتخابات أم الإجراءات السليمة المفضية إلى الانتخابات؟
إذا لم نضع نصب أعيننا الآليات السليمة لمعالجة الأزمة الليبية والتي تفضي إلى انتخابات حُرة ونزيهة وشفافة، فإننا نكون كمن هدفه الحصول على الشهادة العلمية دون النظر إلى المحصلة العلمية. والنتيجة حتماً لن تكون كما يأمل جل أبناء ليبيا.
الانتخابات في حد ذاتها وسيلة، فهي ليست هدفا ولا غاية.
قد يقول قائل: مهما كانت الإجراءات وشكل الانتخابات ونتائجها فقد حققت خطوة أولى في مسار العمليتين السياسية والديمقراطية في ليبيا.
بكل بساطة، مرت بلادنا بعمليتين انتخابيتين (2012، 2014) في ظل عدم وضع الترتيبات المتعارف عليها ولا الإجراءات السليمة فكانت النتيجة ما نعاني اليوم، كذلك كان البعض ينظر حينها إلى أنها الخطوة الأولى في مسار العملية الديمقراطية في ليبيا … فكانت النتائج كارثية (انقسام، حرب أهلية طاحنة، تدخل خارجي، كراهية، تهجير ونزوح، دمار، فساد، تغول تشكيلات مسلحة، إهدار المال العام، وضع إنساني بائس، غياب وتردي الخدمات … إلخ).
ومن المعلوم أن إعادة التجربة وتكرارها بنفس المدخلات ستعطي نفس النتائج!
ما الحل؟
سؤال علينا طرحه، ومن ثم البحث بشكل جدي وموضوعي وبمشاركة واسعة للوصول إلى إجابة تمكننا من الخروج برؤية واحدة مشتركة يتحدد على ضوئها سلم أولويات الحراك وخطابه، حراك شعبي سلمي مدني عام، وتوضع معايير لتقييم خطوات عمل السلطة التنفيذية (الرئاسي والحكومة) ومدى صحتها لإنجاز انتخابات تتصف بالنزاهة والشفافية، وقبول نتائجها من جميع الحساسيات السياسية والمكونات الليبية. مع مراعاة الظروف (المحلية والخارجية) المحيطة بعمل السلطة التنفيذية، وتذليل ما يمكن تذليله شعبيا حتى يتم قطع كل مبررات الفشل والتقاعس أمامها.
وضع آماد زمنية محددة مسألة غاية في الأهمية، فموعد 24 ديسمبر 2021 لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية يجب الالتزام به والعمل خلال هذه الفترة الزمنية التي تسبقه على وضع كل الترتيبات (آليات سليمة، إجراءات واضحة، آماد زمنية محددة) المفضية إليه موضع التنفيذ الجدي والصحيح، الفترة ما بين مارس وديسمبر فترة كافية وبشكل مريح لوضع كافة الخطوات الضرورية والملحة موضع التنفيذ للوصول إلى انتخابات ناجزة.
فوضع المعايير العلمية من قبل الحراك لتقييم أداء السلطة التنفيذية لتنفيذ مهامها المحددة (وضع ترتيبات تفضي لانتخابات)، إجراء يعكس عمق فهمنا للأزمة التي تمر بها بلادنا وسعة اطّلاعنا على تجارب سابقة مماثلة لما تمر به ليبيا تُمكننا من العمل على تحقيق خروج ناجح آمن من أزمتنا.