الانتخابات.. “تسخين مُتزايد” وأطراف تتهيأ مُبكرا
عبدالعزيز محمديين
تُشير “الأرقام الانتخابية المتصاعدة”، الصادرة عن المفوضية العليا للانتخابات، والتصريحات الأخيرة لبعض الأطراف الليبية بهذا الشأن، إلى أن الجو العام في ليبيا لا يعارض بتاتا التوجه للانتخابات، لكن جُل الموافقات كانت مقيدة بشروط أتت أيضا لصالح إنجاح العملية الانتخابية.
وبمراجعة سريعة لمضمون مواقف الأطراف من الانتخابات، نجد أن أغلبية مطلقة منها تصب في صالح دعم هذا التوجه، على اعتبار أن الوضع المتردي في ليبيا لا يسمح بالمزيد من إضاعة الوقت، كما أن أطراف الحوار أثبتت أن التقاءها في نقطة واحدة أمر مستحيل، ومع مرور الوقت تزداد المعاناة وتكثر المشاكل، وأصبح لا مناص من اللجوء إلى “الخيار الفيصل”، وهو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
المؤشرات الإيجابية لم تقف عند حد “إجماع القيادات”، بل تجاوزت ذلك إلى ما توقعه رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السائح، بأن الانتخابات المقبلة سيكون فيها عدد كبير جدا من المنافسين، عدا عن دخول أطراف ولاعبين جدد كثر في هذا السباق، وهذا يُبشر بأن الحماس للانتخابات سيشهد حالة تصاعدية كلما اقتربت المدة، وأيضا بمجرد ولادة قانون انتخابي والدخول في مرحلة التحشيد الشعبي وعقد اللقاءات والتحالفات، ستكون ليبيا انغمست بأجواء انتخابية صرفة، بل إن أطرافًا عديدة بدأت مُبكرا في ترتيب صفوفها ودراسة المشهد لتحديد بوصلة تحالفاتها، وفق ما يرى متابعون.
وجدد السائح تأكيده، أن معظم الليبيين يرحبون بخيار الذهاب إلى الانتخابات، مؤكدا أن حدوث خروقات في العملية الانتخابية “أمر بعيد”، أو في أسوأ الأحوال سيكون محدودا للغاية، وفي هذا الشأن وضعت أغلب الأطراف الليبية شروطها بأن يتم تأمين العملية الانتخابية وحمايتها من التجاوزات التي قد تُفسدها، بالإضافة إلى تقديم ضمانات كافية لتحقيق النزاهة والشفافية والقبول بالنتائج.
الانتخابات المُنتظرة ينقصها قانون يُحدد آلياتها، وهو ما يتوقع أن يتم في مجلس النواب خلال الفترة المقبلة، حيث قال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب عبدالله بليحق، الثلاثاء، إن المجلس أنهى سلسلة من المشاورات والاجتماعات حول الاستحقاق المقبل المتمثل في تعديل الإعلان الدستوري، وتجهيز قانون الاستفتاء الذي تعكف عليه اللجنة التشريعية.
ويقول مهتمون بالشأن الداخلي إنه بصدور قانون الانتخاب تكون فصول الاستعدادات اللازمة للتوجه إلى صندوق الاقتراع قد اكتملت، ويقترب الليبيون من يوم لـ”حسم” مصير البلاد عبر أصواتهم، معوّلين عليه لطي “الصفحة السوداء” والبدء بليبيا جديدة قوامها المؤسسات الموحدة والمواطنة الحقيقية.