كتَـــــاب الموقع

الإشارة الحمراء… رح تصير خضراء

ربيع حيدر

منذ العام 1990، ولن أتحدث عن سنوات قبل ذلك، وعندما خرجت من الصف والتقيت بوالدتي في باحة المدرسة كباقي الأمهات، تنتظرني لتتأكد من وصولي الى البيت سالما، لأن الحرب بدأت. وكانت تسمى آنذاك حرب التحرير. حرب “الجيش” و”القوات”. ميشال عون ضدّ سمير جعجع.

قتلى، جرحى، تشرد، نزوح وتهجير. أغلبية المسلمين بصفّ الجيش والأغلبية المسيحية بصفّ حزب القوات. هذا ما أتذكره. شعارات تُرفع من هنا وشعارات ضدها من هناك. فالعراك وصل الى البيت الواحد. أم تندب ابنها الذي قتله أخيه المنتمي الى الحزب.

ماذا يجري؟
لقد سمعت هذا السيناريو قبل سنوات أيضا! كانت في صفوف الشيعة. لم أكن قد ولدت حينها، لكنني نشأت على فكرة أن ذلك الشاب المنتمي الى “حزب الله” قتل أخيه المنتمي الى “حركة أمل”! وبالجهة الأخرى، الدرزي يقتل المسيحي!
لم أعش نار الحرب الأهلية في لبنان، ولكنني نشأت على دخان رمادها.
حين قررت الدخول لأدرس الصحافة، في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية، قيل لي “أنت شيعي” فعليك بالفرع الأول، حيث يتجمع المسلمون جميعا. ولكن المفارقة أنني أنتمي لمنطقة مسيحية… فأنا مرفوض هنا وهناك!

ماذا يجري؟
إننا في العام ٢٠٠١، بعد أحد عشر عاما من “حرب التحرير”. ألم نتحرر من الحرب الأهلية؟ ألم تنتهي تلك الأيام السوداء التي نالت من طفولتنا؟ أما زال الحكام يسمحون بما يقوم به الشعب؟
فالحكام هم من أضاؤوا الإشارة الحمراء عند أبواب مناطقهم في وجه أبناء المنطقة الأخرى.
اليوم، في العام ٢٠١٩، بعد تسعة وعشرين عاماً، من “حرب التحرير” الكاذبة، نطالب بالتحرير الحقيقي.
تحرير الإشارات الحمراء لإضاءتها بالأخضر… وأتمنى الاّ أكون مخطئاً!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى