الأمم المتحدة: التدخل باسم المبادرات أنهك ليبيا
مرت سبع سنوات منذ اندلاع الثورة عام 2011 ولا تزال الصورة القاتمة طاغية على المشهد في ليبيا، ورغم تعدد أطراف النزاع، إلا أن الانقسام السياسي والصراع العسكري لم يحسم الخلاف لأي طرف، في الوقت الذي فشلت خطط الأمم المتحدة في الوصول إلى تسوية للوضع في ليبيا إضافة إلى تعدد المبادرات الدولية وفشلها أيضا.
المبعوث الأممي غسان سلامة وفي لقاء خاص مع 218 تحدث عن أن كثرة المبادرات باتت تشتت أذهان ليبيا بل وتزيد تعقيد صورة المشهد في ليبيا، مضيفاً أن الأمم المتحدة لا تستطيع رفض أي مبادرة لدولة عضو في الأمم المتحدة إلا أن كثرة هذه المبادرات تعرقل وتبطئ مسار خطة عمل البعثة الأممية في ليبيا.
ليس ببعيد عن ذلك الصراع الفرنسي الإيطالي في ليبيا وتعدد مبادراتهم والتي كان آخرها الاجتماع الذي دعى إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي حدد خلاله موعدا للانتخابات، وسرعان ما تبددت ملامح ذلك الاجتماع، خاصة مع تأزم الوضع في ليبيا، لاسيما اشتباكات طرابلس الأخيرة، ما جعل فرنسا تخسر جولة أخرى في صراعها مع إيطاليا، إلا أن الأخيرة لا تزال تسوق لاجتماع باليرمو في نوفمبر المقبل الذي ستدعو إليه كافة أطراف النزاع إضافة للأطراف الدولية.
على الرغم من تكاثف التحركات الدبلوماسية واستخدام العاطفة لاستدراج الليبيين بمبدأ حل الأزمة في بلادهم، والاهتمام بمصلحة وطنهم، إلا أن كافة المبادرات التي تسعى لتسوية المأزق في ليبيا لا تسعى سوى لمصالح الدول وطمعها في ليبيا ، فهل سيجد الليبيون نهاية نفق أزمة استمرت لسنوات.