الأم “المُعلّمة”.. “تنوير” بمواجهة “الظلام”
218TV| خاص
لا تبدو العملية التعليمية في عموم المدن الليبية منتظمة منذ سنوات عدة بسبب الانقسام السياسي، إضافة إلى وجود ما يشبه الفلتان الأمني في مناطق عدة حول ليبيا، فيما تُظْهِر المرأة الليبية “نَفَساً طويلاً” إزاء الصبر على تردي جودة التعليم وتقطعاته في السنوات الأخيرة مؤمنة أن على المعلمين بصرف النظر عن الجنس أو الانتماء السياسي مسؤولية تاريخية تُعْنى بتثبيت الطلبة على مقاعد الدراسة، ومنعهم من التسرب إلى الشوارع بحثا عن إرهابي أو مجرم قد يتمكن من “تجنيده”.
عدة معلمات في ليبيا يؤكدن على أنهن معنيات ربما أكثر من المعلم الرجل ب”تنشئة الجيل” على أسس تربوية وعلمية صحيحة، كون أن هذه المهمة هي “قَدَرية” على أكتاف المرأة، فهي تمارسها يوميا مع أطفالها، أو الأشقاء إذا كانت “الأخت الكبيرة”، وهو أمر دفع المرأة في ليبيا للتعامل مع هذه المهنة بوصفها “مهنة أساسية” لأي إمرأة بصرف النظر عن “العوائد والفوائد” المرتبطة بنظام الوظيفة العامة، من حيث انتظار الراتب في آخر الشهر، أو الترقية بسبب عملها.
تبذل المرأة المعلمة جهودا استثنائية قد لا تكون المرأة العاملة في أي مهن آخرى تبذلها، فهي تواصل الليل بالنهار، وتعمل في إطار نظام تعليمي سيء الجودة تركه نظام العقيد معمر القذافي بلا تطوير أو تحديث لنحو أربعة عقود، عدا عن خضوعها لإدارة تعليمية منقسمة، إضافة إلى ضعف العملية الرقابية العامة لجودة التعليم بشكل عام، عدا أن العديد من المقار التعليمية قد أصابها الخراب والدمار، لكن الأصعب أو عملها ب”تضحية وإيثار” فالراتب على قلته لا تستطيع الحصول عليه نقدا بسبب أزمة السيولة المصرفية التي تعصف بالليبيين منذ نحو عامين.
ومع عودة المرأة المعلمة إلى “حوشها”، فإنها تصطدم بالعديد من الأزمات التي خلفتها أزمات البلاد سياسيا واقتصاديا، فما إن تعود حتى تبدأ بالتفكير بسلسلة متصلة من المهام والخطوات، من “طبخة تقشفية”، إلى مراعاة شؤون أطفالها، ومراجعة دروسهم، وتأمين متطلباتهم، في ظل حرصها على تفهم وضع الزوج الذي لا يألوا جهدا في تأمين الحد الأدنى من متطلبات “الحوش”.