الأكراد يستردون سنجار من داعش
استولت قوات البشمركة الكردية التي تدعمها ضربات جوية أمريكية اليوم الجمعة على بلدة سنجار العراقية من تنظيم داعش وذلك في واحد من أهم الهجمات المضادة منذ اجتاح المتشددون شمال العراق العام الماضي.
وقال مجلس أمن إقليم كردستان العراق في تغريدة على تويتر "انهزمت داعش وتفر." وداعش هو الاختصار غير الرسمي للاسم السابق لتنظيم داعش.
وأضاف المجلس قوله إن قوات البشمركة الكردية نجحت في تأمين عدد من المنشآت الإستراتيجية بالبلدة الشمالية منها صومعة القمح في سنجار ومصنع للأسمنت ومستشفى وعدة مبان عامة أخرى.
وأعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني أيضا تحقيق النصر في هجوم قد يضفي زخما كبيرا على الجهود الرامية لاستعادة العاصمة الإقليمية الرمادي والموصل في الشمال وهي معقل تنظيم داعش.
وقال البرزاني للصحفيين فوق جبل سنجار الذي يشرف على البلدة "سيكون لتحرير سنجار أثر كبير على تحرير الموصل."
جاء الاستيلاء على سنجار من داعش وسط علامات متزايدة على أن التنظيم منى بنكسة أخرى مع احتمال مقتل "الجهادي جون" في ضربة جوية في شمال سوريا. وهو مواطن بريطاني اسمه محمد الموازي ظهر في تسجيلات فيديو لعمليات قتل بشعة لرهائن أمريكيين وبريطانيين.
وفي سنجار نفسها قطعت العملية طرق إمداد حيوية يستخدمها تنظيم داعش في نقل المقاتلين والأسلحة والنفط وسلع مهربة أخرى تستخدم في تمويل عمليات التنظيم.
وبدا أن المدنيين فروا من البلدة قبل بدء الهجوم ولكن لم يتضح هل نفذ بعض مقاتلي التنظيم انسحابا تكتيكيا قبل بدء العملية.
ودخلت القوات الكردية مدعومة بضربات جوية أمريكية ومتطوعين من الأقلية اليزيدية التي عانت من أعمال وحشية على يد التنظيم بلدة سنجار في وقت سابق اليوم الجمعة بعد محاصرتها من الشرق والغرب.
وقال مجلس أمن كردستان إن قوات البشمركة دخلت سنجار من "كل الجهات" لتبدأ في تطهيرها من المتشددين الباقين. ورأى شاهد من رويترز مئات من مقاتلي البشمركة وهم يسيرون في البلدة وطريقها الرئيسي دون أن يلقوا مقاومة فورية.
لكن قادة البشمركة أعربوا عن مخاوف من احتمال اختباء بعض مقاتلي تنظيم داعش وقيامهم بهجمات انتحارية مع تقدم القوات الكردية.
وقال سيمي مالا محمد القائد العسكري بقوات البشمركة إن عدد مقاتلي داعش في البلدة ارتفع إلى نحو 600 مقاتل قبيل الهجوم لكن تبقى القليل منهم في سنجار اليوم الجمعة.
ولم يتسن لرويترز التحقق من مصدر مستقل من هذه الرواية.
وكانت الحملات لاحتواء تنظيم داعش تحركت ببطء في العراق حيث عرقلت الانقسامات الطائفية والفساد تحقيق تقدم عسكري.
*الطريق 47
واتخذت القوات الكردية مواقع على طول الطريق السريع 47 وهو طريق إمداد إستراتيجي بين مدينتي الرقة في سوريا والموصل في العراق وهما معقلان للتنظيم المتشدد.
وعبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن ثقته بأن سنجار سيتم تطهيرها في غضون أيام.
وقال الرئيس باراك أوباما إنه يركز على تقليص واحتواء تنظيم داعش في سوريا والعراق لكنه أقر بأن المشكلات مع التنظيم المتشدد ستظل قائمة حتى يستقر الشرق الأوسط.
وقال أوباما في مقتطفات من مقابلة مع (إيه.بي.سي نيوز) بثت اليوم الجمعة "هدفنا هو تقييد قدرات داعش العسكرية وقطع خطوط إمداداته وقطع التمويل عنه."
وسنجار مكسب رمزي واستراتيجي. وبدأت واشنطن حملة جوية في العراق وسوريا صيف العام الماضي بعد أن أعمل التنظيم المتشدد القتل في الآلاف من السكان اليزيديين في البلدة وعاملهم معاملة العبيد وهو ما سلط الأضواء على أعمال العنف التي يرتكبها.
وقال البرزاني عبر مكبرات صوت نصبت على جدار من أكياس الرمل على مقربة من سنجار "في هذا اليوم أعلن لشعب كردستان تحرير سنجار."
وأضاف قوله "لقد وعدنا وها نحن وفينا بوعودنا وأثبتنا لإخوتنا وأخواتنا اليزيديين أن كردستان كلها وراءهم. واليوم نثأر لكل يزيدي."
وقال متحدث عسكري أمريكي إن مستشارين عسكريين أمريكيين كانوا مع القادة العسكريين الأكراد قرب جبل سنجار لكنهم اتخذوا مواقع بعيدا عن المعارك.
وانضم نحو 7500 من القوات الخاصة الكردية والبشمركة والمقاتلين اليزيديين إلى القتال. والمعركة في نظر اليزيديين المشاركين في القتال تتعلق بالثأر من العنف الذي ارتكبه تنظيم داعش في حق طائفتهم.
ونزح معظم اليزيديين إلى مخيمات في إقليم كردستان ولا يزال الآلاف منهم في قبضة تنظيم داعش.
وجاء يزيديون من كل الأعمار للمشاركة في المعركة وعاد بعضهم من الخارج. وسعى للانضمام عدد قليل من الرجال تتجاوز أعمارهم السبعين عاما وقال قائد عسكري إنه رد صبيا يبلغ عمره 17 عاما.
وتطوع للقتال افدل خلف عساف وهو رجل يبلغ من العمر 65 عاما ذو لحية رمادية طويلة. وقال "حتى من لا يملكون سلاحا عليهم المجيء ولو بالعصي لضرب العدو."-(رويترز)