الأغنية المسربة.. “حقيقة أم بالون اختبار؟”
محمد احفيظة
لم يغب شبح “التسريب” عن عدد من مطربي العرب، فهو يظهر كل فترة وفترة ليخلق أزمة تفسد عملهم، وتضيع تعبهم، وفي النهاية يسجل الفعل ضد مجهول. يتعرض المطربون في سوق الموسيقي منذ سنوات لجرائم التسريب وهناك أعمال تعرضت للقرصنة الإلكترونية ولم يصل أي فنان لحل رادع لهذه العمليات التي تسببت في مشاكل لصناع الموسيقى والمنتجين في الوسط الفني.
هناك صعوبة في توجيه أصابع الاتهام للفريق العامل على تجهيز الأغاني، خصوصا أنّ الأغنية تنتقل عبر مراحل عديدة عندما تكون في طور التجهيز، ويشكل استهداف المطربين وتسريب أغانيهم خطرا كبيرا على المنتج بالدرجة الأولى، وهنا لا بدَّ من إيجاد طريقة لحماية الأغاني قبل أن يفقد المنتج الثقة في أن يُقدم على إنتاج الألبومات للفنانين خوفا من الخسارة من وراء تسريب الأعمال وربما يضطر لإنتاج أغانٍ منفردة بدلا عن ألبوم كامل، لأن ذلك أقلّ خسارة في حال تعرضت الأغنية للتسريب.
هل الفنانون ضحايا التسريب أم المنتجين؟
هذا الفعل لم يستثنِ فنانا كبيرا أو صغيرا، فمنذ فترة قصيرة تعرّضت الأعمال الغنائية لأكثر من 5 فنانين للتسريب أبرزهم؛ الفنان عمرو دياب في أغنية “بحبه” من ألبومه الأخير، وهي ليست المرة الأولى فقد عانى أكثر من مرة من هذه المشكلة، كان أولها في ألبوم “علم قلبي” عام 2003 حيث تم طرح عدد من الأغاني قبل الموعد الرسمي لصدوره.
الفنان كاظم الساهر تعرض أيضا لتسريب إحدى أغانيه بعنوان “هل نسيت العهد” ومؤخرا الفنانة نوال الزغبي في أغنية منفردة بعنوان “بدّي تسال”. في ظل الفضاء الإلكتروني الواسع اليوم سرعان ما تنتشر الأغاني بعد تسريبها أو “سرقتها” عبر منصات التواصل الاجتماعي وهنا يفتح باب آخر بعد أن يتفاجأ الجمهور بتسريب الأعمال وتبدأ آراء الرواد عبر منصات التواصل والتي في الأغلب تأتي بالاتهام للشركة المنتجة وللفنان بأنه يحاول أن يلفت الانتباه ويقوم بتسريب العمل، ولكن هل فعلا يضحي المنتج بأتعابه من أجل خلق بروباغندا ودعاية له، أو تكون مقصودة فعلا من الفنان كبالون اختبار لتفاعل الجمهور مع العمل والحصول على أصداء إيجابية أو لا، خاصة في هذا الزمن الذي أصبح نجاح الأغنية يتضح من أول يوم من نشرها بناء على نسبة المشاهدة وكذلك حديث السوشال ميديا عن العمل.
وفي نفس الوقت، يُعدّ التسريب نوعاً من أنواع الدعاية للعمل ولجذب الأضواء نحوه، خاصة أن الألبوم يحتوي على أكثر من 7 أغاني أو أكثر، وتسريب أغنية أو اثنتين منه، لا يعني حرقه بالكامل وتظلّ مشكلة تسريب الأغاني مسؤولية المطرب والمنتج أولا، عندما تكون هناك متابعة وحرص على العمل منذ بداية تجهيزه ومراحل تنقله، حتى اللمسة الأخيرة لن يكون عرضة للاختراق. والتسريب يعتبر اليوم أزمة حقيقية لصناعة مهددة بالانهيار.