“الأسطورة” بالراس بلا “صدى” عند الساسة الليبيين
218TV.net خاص
محمد بالراس علي ليس عابرا في تاريخ ليبيا، فجمهور الرياضة “الواسع والعريض” في ليبيا ليس عابرا هو الآخر على صعيد “الذاكرة الوفية” ليطوي صفحة قامة من قامات الإعلام الرياضي في ليبيا من طراز بالراس الذي أطاح به المرض، وهو على أعتاب عقده الثامن، بعد أن “صال وجال” أمام أعين وسمع الليبيين، وعبر جيلين أدمنوا “تعليق” و “قلم” بالراس الذي تتنكر له الدولة الليبية “الهشة”، فقد اختلف الليبيون في “السنوات العجاف” على كل شيء، لكنهم اتفقوا على أن بالراس علي “صاحب قيمة كبيرة” في الإعلام الرياضي.
يستذكر الليبيون بـ”وفاء نادر” أن لبالراس علي “فضلا كبيرا” في أن أدخل حب منتخب “السامبا” إلى قلوبهم، وأنهم كانوا ينتظرون لساعات طويلة إطلالته سواء كانت تلفزيونية أو إذاعية فقد قدم الرجل برامج رياضية مؤثرة وعميقة كان الليبيين ينتظرون حتى آخر دقيقة من إطلالته ليعرفون نتائج مباريات الدوري الليبي، في وقت كان فيه المذياع أو التلفاز هو الوسيلة الإعلامية الوحيدة قبل أن يزحف العصر التكنولوجي الذي لم يستطع تهبيط جدران قيمة بالراس علي، الذي ظل موسوعة رياضية عميقة يلجأ إليها أهل الرياضة بحثا عن “توثيق معلومة” ما.
لبالراس علي “فضل كبير” على أهل الرياضة ومحبيها في ليبيا، لكن الحال الذي آل إليه اليوم يُدْمي قلوب كل الليبيين، الذين كانوا يصطفون في طوابير أمام المكتبات لشراء تسخة من مطبوعات صحفية ورقية كان بالراس علي يُصْدِرها، ساعيا إلى إشباع نهم القارئ الرياضي بـ”الخبر المطبوع” إلى جانب “المرئي والمسموع”، إذ كانت أعداد صحيفة “الصدى” تنفد بمجرد طرحها في المكتبات، وهو ما شكّل عبئا كبيرا على بالراس علي.
من مفارقات وطرائف بالراس علي أنه كان يعطيك حجما ضخما من المعلومات في آرائه وتعليقاته عن الأحداث الرياضية واللاعبين ليبيين وأجانب، إلى درجة أنه كان يبدي الاستعداد لأن يُقدم “معلومات شخصية” عن الرياضيين، قد لا يعرفها أقرب المقربين من هؤلاء اللاعبين الذين كان بالراس علي يضعهم في دائرة رصده المستمر للرياضة والرياضيين.