الأزمة الليبية.. جبهة باردة في انتظار الموقف الدولي
اتسمت الأزمة الليبية على مدى شهرين بهدوء نسبي ووقف إطلاق نار لا يبدو أنه هش، في ظل التهدئة والضغوطات الدولية وتوقف الصراع مؤقتا عند خط سرت الجفرة، مع مساعي دولية ومحلية نحو استئناف المسار السياسي.
وشكل شهر يونيو الماضي آخر انسحابات الجيش الوطني من كامل المنطقة الغربية، ليرسم خطا دفاعيا من مدينة سرت شمالا، ومنها إلى منطقة الجفرة المجاورة والتي تحوي أكبر قواعد ليبيا الجوية الاستراتيجية، نحو الجنوب، ما شكل جبهة باردة في انتظار أي شرارة قد تشعل حربا إقليمية هذه المرة.
وما ميز الشهرين الأخيرين دوليا تحول اللعب بين القوى الداعمة إلى فوق الطاولة بدءا من الدعم التركي غير المحدود، وفي الجانب الآخر الدعم الروسي وتأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على الخط الدفاعي للجيش الوطني بما صار يعرف بخط سرت الجفرة.
وشهد الموقف الأوروبي من جانب آخر تحركا أكثر وضوحا بتفعيل عملية إيريني قبالة الساحل الليبي لمراقبة منع تدفق الأسلحة وآخرها تحريك الألمان لبارجة حربية اكتملت بها جاهزية الاتحاد لتنشيط العملية، دون إغفال الدور الأميركي الذي لم يعد يكتفي بالتحرك من الخلف، ليمارس ضغوطاته على الأتراك للحد من تمددهم في حوض المتوسط سواء عملية التنقيب شرقي الحوض أو باقترابهم من إشعال صراع دولي مسلح في شمال أفريقيا عبر الأزمة الليبية، حرصا من أميركا على منع اشتعال الحرب بين حلفائها في الإقليم.
وفي ظل كل هذا يقف حكام ليبيا على الطرفين في دائرة الانتظار ويتساءل الليبيون هل تبقى لهم من دور قادم؟ وهل هم من يحدد بداية أي صراع في المستقبل أو حتى سلام إن شاؤوا؟، وعما إذا كان للمسار السياسي التوافقي أو التفاوضي من أهمية أو معنى، فيما تتحول قضيتهم إلى صراع بين قوى عظمى لا قدرة لهم حتى على مجرد توقع ما له تخطط.